سمر المقرن
إذا كانت حصة النشاط التي اعتمدتها وزارة التعليم في وقت سابق، لم تحقق الأهداف المرجوة منها، كما جاء في مطالبات بعض المعلمات والمعلمين التي استقبلوا بها وزير التعليم الجديد الدكتور حمد آل الشيخ، فإن هذا يعني من وجهة نظري أن هناك قصور في القائمين على هذه الأنشطة وعدم قدرتهم على تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها، في بناء شخصية الطلبة وإعدادهم للحياة وتنمية السلوكيات الإيجابية لديهم، وغيرها من الأهداف الجميلة التي كان المرجو أن تحققها حصة النشاط.
منذ أن دشن وزير التعليم الجديد حسابه على تويتر، وهناك هجوم كبير على حسابه من قِبل منسوبات ومنسوبي التعليم، يحملون فيها جملة من المطالبات، وقد حقق طلب إلغاء حصة النشاط النصيب الأكبر منها، مما أثار استغرابي مبرر هذا الطلب الذي أراه ضد من يطالب به (لا) معه. لاحظت أيضاً أن المطالب التي وصلت إلى الوزير معظمها يرُكز على العبء الذي يتحمله القائمون على العملية التعليمية والرغبة بتخفيف هذا العبء بالتقليل من نصاب الحصص وغيرها من المطالب التي فيها من الأنانية الشيء الكثير، دون النظر إلى المطالب التي من الممكن أن تكون إضافة في تنمية الجوانب التعليمية والشخصية وغيرها من الإيجابيات التي أتمنى أن تُقدم على المصالح الشخصية!
قد يكون الطلب الوحيد الذي فيه مصلحة للطلبة هو تضخم الأعداد في الفصل الدراسي، حيث إن زيادة العدد يعيق العملية التعليمية البناءة ويشتت الدارسين والمعلمين، وأتمنى أن تكون هذه المطالب تنظر في مصلحة الطلبة لا مصلحة المعلمين.
جملة المطالب التي رأيتها منحتني شعوراً بالإحباط تجاه بعض منسوبات ومنسوبي التعليم، كنت أتمنى أن أرى فيها شيئاً من الحرص على الطالبات والطلبة، وأن يكون فيها مقترحات تدعمهم وتساعد في بناء كافة الجوانب التعليمية والتربوية. كنت أتمنى أن تتضمن المطالب تكثيف حصص النشاط لأن كثيراً من المفاهيم لا يُمكن تلقينها عبر المناهج الدراسية، بينما النشاط يمنح متسعاً ومرونة في تحقيق الأهداف التي لا تحققها المناهج الدراسية.
أتفق مع من يرى قصور البنية التحتية للأنشطة اللاصفية، لكن هذا لا يعني أن يتم إلغاؤها، إنما تجهيز الأدوات اللازمة لتفعيلها ولتكون نافذة ترفيهية وتربوية تساعد في إعداد جيل قادر على الإبداع.