علي خضران القرني
يقول الشاعر القديم:
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً
فَشيمةُ أَهل البيت كلهم الرقصُ
أثارت كلمة رئيس تحرير هذه الجريدة المنشورة في عدد يوم الاثنين 1-5-1440هـ من هذه الجريدة المقروءة، الموسومة بـ(بالمهرِّجين) أثارت في النفس كوامن الغيرة والحميّة والحزن العميق، على شعب جُرِّد من كل أسباب الوطنية وَسُلِبتْ حقوقه ومقدراته وأنفقت في سبل الإرهاب وزرع الكراهية والفتن والحقد بين الأبرياء، بتخطيط عدائي من دول عُرِفتْ على مدى التاريخ بكراهيتها للعرب والمسلمين، على امتداد التاريخ واستطاعت أن تسيطر على شعب ضعيف أعزل وتسلب أمواله ومقدراته وتحيلها لمخططات وصفقات خاصة دونما وجه حق أو خوف من الله.
إن حبنا لشعب قطر وأهلها وحدبنا عليهم مما حلَّ بهم والمعاناة التي تمارس عليهم من قيادة حاد عنها الرشد، وانحازت لمن أراد لها التهلكة والخروج بها عن صفوف أخوتها إلى دروب أسوأ ما تكون في حياة العقلاء من البشر ونكران الحق والإخاء وحسن الجوار.
لو كان حاكم قطر يملك من الرشد قيد أنملة، ما جعل مسيرة حكمه في أيدي (ثُلةٍ) من المرتزقة تدير قناة تمثِّل شعبه على كافة الاتجاهات المغرضة، وتبذل الأموال الطائلة في اجتذاب (المهرجين) والمرتزقة وإثارة البلبلة وتزييف الحقائق واختلاق الأكاذيب؟
إن قناة الجزيرة تمثِّل اليوم (حقلاً خصباً) ووجهة يقصدها من يريد الثراء والارتزاق خاصة من يحملون ألقاب الدكتوراه والمحاماة والقانون ممن يعملون في جهات أكاديمية ومن أتوا للزيارة والارتزاق يتسابقون إليها كتسابق الطيور على (خراش)!
سبحان الله.. الصغير يكبر.. والجاهل يعقل.. إلا (شلة) قناة الجزيرة.. فما زالت في غيِّها تعمه، وفي آرائها تتخبط، ولكن لا غرابة في ذلك طالما أن قائدهم يملي لهم ويشجعهم على ذلك، فالجميع يصدق عليهم قول الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً
فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ
عاشت قناة الجزيرة وتعيش على اغتنام فرص القضايا الراكدة التي تناسب ميولها وأهواءها منذ إنشائها، وتظل تستجر عليها طيلة مسيرتها كقضية (خاشقجي) التي أُشبعت من التحقيقات الرسمية والقانونية والدولية وأخذت مجراها القانوني كأي قضية حقوقية عالمية وما زالت تنبّش في إضباراتها ليس حباً في (خاشقجي) ولكن حقداً على الدولة التي ينتمي إليها الخاشقجي - رحمه الله.
خاتمة: مسكينة هذه القناة لقد حادت عن جادة الإعلام النزيه، وتحولت إلى مستنقع لا يألفه الأسوياء تمارس فيه صلفها وخبثها، ومساكين من يديرون دفة العمل فيها، ومساكين من يشرفون عليها من قريب ومن بعيد؟
وليعلموا جميعاً أن كل مساعيهم وأحقادهم ومن يواكب مسيرتهم من محبي الزعامات البائدة في إيران وفي أنقرة قد باءت بالفشل الذريع والخسران المبين.. ولن تقم لهم قائمة مهما تمادوا في باطلهم ودسائسهم بإذن الله.
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}.