فهد بن جليد
هو مشروع مصري تقوم عليه الطبيبة البيطرية سمر, هدفه تقديم الاستشارات العلاجية مجاناً لعلاج الكلاب في كل مكان, مشروع الدكتورة سمر ليس هو الوحيد في الوطن العربي فهناك مشاريع إنسانية كثيرة من هذا النوع مليئة بالرحمة والإحسان والرفق بالحيوانات الأليفة, ولكن ما يُميِّز مشروع (الكلاب السعيدة) أنَّ صاحبته تنافس اليوم للحصول على لقب (أفضل مُعالجة لكلاب الشوارع) دون خجل, وهذا بحد ذاته تحول (لافت) يؤكد مدى الرحمة والإنسانية التي نمتلكها كبشر وكمسلمين, رغم السلوكيات الخاطئة من بعضنا للتعامل مع حيوانات الشوارع المُشرَّدة, واعتبارها هدفاً مشروعاً للدهس والطرد والتعذيب والتسلية, فالإسلام دين الرحمة وقد ضرب لنا مثلاً بالشفقة الواجبة على هذه الحيوانات في حديث (في كل كبد رطبة أجر) عندما غفر الله لرجل سقى كلباً يلهث, بل نُهي عن صيد الحيوانات المُباحة للتسلية أو التعلم دون حاجة, وفُضِّل عدم صيدها في مواسم التزاوج والتفريخ.
عندما نقترب أكثر من المشهد المحلي, لن نتفاجأ بوجود العديد من المُبادرات الفردية الرائعة, التي تستحق الإشادة وتسليط الضوء عليها لتخرج للعالم, فهي تبين مدى إنسانية المجتمع السعودي وتحضر أفراده, واللافت أنَّ بعضها قائم مُنذ سنوات طويلة دون أن تصل إليها عدسات المصورين, لأنَّها نابعة من قناعة شخصية بضرورة العمل الإنساني بعيداً عن الأضواء أو البحث عن المكاسب, وأذكر أنَّني التقيت قبل عدة سنوات شاباً في الرياض خصص شقته بالكامل لمئات القطط المشرَّدة, التي يُنفق عليها مُعظم راتبه, ولن ننسى قصة العم إبراهيم الحمدان الذي يُقيم مأدبة لعشرات القطط يومياً بحثاً عن أجر إطعامها, إضافة لمُبادرة فتيات سعوديات لإنشاء مأوى للحيوانات الأليفة, وغيرها من عشرات المُبادرات التي يجب أن تُترجم وتُنشر ليعرف العالم مدى إنسانيتنا, بدلاً من تلك المقاطع أو الصور المُشوَّهة التي تتصدَّر المشهد لتصرفات خاطئة وشاذة لا تمثل أخلاقنا وثقافتنا.
اليوم نحن نمتلك جمعية سعودية مُرخصة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قائمة لرفق بالحيوان, وتحظى بدعم وزارة البيئة والمياه والزراعة لتحسين أوضاع الحيوانات, ونشر المفاهيم الصحيحة للتعامل معها والرفق بها, ارتباط إنسان الجزيرة العربية بالحصان والجمل والأغنام والطيور وكلاب الصيد والحراسة.. إلخ، يؤكد رُقيِّنا وتفوقنا على الغرب مُنذ عصور, بل وأسبقيتنا في التصالح والتعايش مع البيئة من حولنا بالرحمة والشفقة.
وعلى دروب الخير نلتقي.