د. صالح عبدالله الحمد
كنت قد قمت بزيارة تراثية لمحافظة شقراء ومدينة أوشيقر، مع مجموعة من الزملاء، من مختلف مدن ومحافظات المملكة، للاطلاع على آثارهما التراثية، التي تزخر بهما هاتين المدينتين مما جعلهما مقصداً لزيارة عدد كبير من المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، وكان ذلك بتاريخ 21 - 5 - 1438هـ وقد تكررت هذه الزيارة بحمدالله وأرجو أن تتكرر مرات أخرى قادمة بإذن الله.
ففي يوم الجمعة الموافق 8 - 3 - 1440هـ وبدعوة كريمة من دارة الملك عبد العزيز لزيارة محافظة شقراء والاطلاع على آثارها التاريخية والتراثية، وكذا زيارة آثار مدينة أُوشيقر التراثية، وحضور الندوة العلمية عن المؤرخ/ إبراهيم بن صالح بن عيسى، ضمن برنامج تكريم أعلام المملكة العربية السعودية، حيث أعد برنامج حافل لتك الزيارة المنظمة، والجميلة، حيث بدأت الرحلة من مدينة الرياض في تمام الساعة العاشرة والربع صباحاً، ووصلنا محافظة حريملاء، وأدينا بها بحمد الله صلاة الجمعة، ثم انطلقت الرحلة بعد الصلاة مباشرة، ووصلنا لمحافظة شقراء في تمام الساعة الثانية، حيث ذهبنا مباشرة إلى مقر المحافظة الأنيق، حيث استقبل الجميع سعادة المحافظ/ عادل بن عبدالله البواردي بكل حفاوة وترحاب، وبعد وصول كافة المدعوين، تناول الجميع القهوة ثم طعام الغداء، في مقر المحافظة، ومن ثم ودع المحافظ جميع المدعوين بمثل ما استقبلهم به، حيث بدؤوا ببرنامج الزيارة لآثار المدينة التاريخية مبتدئين بزيارة قصر (السبيعي) التاريخي الذي بُني في سنة 1327هـ، الذي يتكون من 32 غرفة ويحتوي على مقتنيات تاريخية قديمة، وكان مقراً لبيت المال في عهد الملك المؤسس، ومقراً رسمياً في تلك الفترة التاريخية لاستقبال الملك عبدالعزيز « رحمه الله»، أثناء مروره بشقراء أو عند ذهابه للأماكن المقدسة لأداء مناسك الحج، وبعد ذلك تمت زيارة دار تراث الوشم لنشر وتوزيع الكتب التاريخية والتراثية، حيث تم افتتاحها على شرف معالي فهد بن عبدالله السماري المستشار بالديوان الملكي والأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، وبعد الانتهاء من ذلك، ذلف الجميع لزيارة متحف شقراء الجميل، الذي يحتوي على مقتنيات مختلفة تحكي واقع هذه البلاد المباركة حيث تجول الجميع بداخله، واندهشوا كثيراً من هذه المحتويات المختلفة، بعد ذلك غادر الجميع إلى سوق حليوة التراثي، وتجولوا فيه وشاهدوا معروضاته المختلفة، وفي الساعة الخامسة غادر الجميع إلى مدينة أوشيقر التاريخية، ووصلوها عند أذان المغرب وبعد تأدية الصلاة جمعاً وقصراً ذهب الجميع لزيارة منزل الشيخ ابن عيسى بالبلدة القديمة، ثم زيارة بيت السالم الأنيق، وفي الساعة السادسة والنصف تم الانطلاق إلى قاعة الإحتفالات الفخمة، بجبل أوشيقر لحضور الندوة التي بدأت في الساعة السابعة والنصف، وكان المكان الفخم والمنظم مجهزاً ومنظماً تنظيماً دقيقاً، وبأجهزةٍ تقنيةحديثةٍ ومتطورة، بدأت الندوة بعرض وافٍ من خلال أربعة من الباحثين، يرأس جلستهم أحد المهتمين أيضاً بهذا المجال وقد استعرض الجميع شيئاً من سيرته، رحلاته المختلفة، ومؤلفاته، واهتمامه بالتاريخ والسير والأنساب، حيث يعد إسطورة في هذاالمجال تغمد الله المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى برحمته، حيث توفي في مدينة عنيزة سنة 1343هـ بعد أن استقر بها.
حضر الندوة معالي الشيخ محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ومعالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري المستشار بالديوان الملكي الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز وسعادة محافظ شقراء الأستاذ عادل بن عبدالله البواردي وجمع غفير جداً من الباحثين والمثقفين والمهتمين بالتاريخ والتراث وفي نهاية الندوة دُعي الجميع لتناول طعام العشاء الفخم المعد بهذه المناسبة المباركه، وبعد الانتهاء تم توديع الجميع بالحفاوة والتقدير، في الختام أشكر باسمي الشخصي دارة الملك عبدالعزيز على دعوتها واستضافتها وتكريمها بالحفاوة الفخمة كما لا يفوتني شكر سعادة محافظ شقراء الأستاذ عادل بن عبدالله البواردي على لطفه وتواضعه وكرمه وأخلاقه الرائعة راجياً من الله العلي القدير أن تعود مثل هذه المناسبات العلمية الطيبة على بلادنا المباركة بالتقدم والرقي وشكراً لأهالي شقراء وأُشيقر على كرمهم وحفاوتهم ونبل أخلاقهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..