يوسف بن محمد العتيق
منذ اللحظات الأولى لجهاد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وحتى هذه اللحظات التي يدير فيها هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، والحملات الإعلامية المغرضة لم تتوقف عن محاولة النيل من سيادة هذه البلاد وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي.
قبل التوحيد وفي محاولات المؤسس الأولى لضم أطراف هذا البلد لبعضه البعض وهم يحاولون التشكيك فيه وتشويه سمعته.
مرة بأن هذه الحكومة خارجة على الدولة العثمانية، وفشلوا في ذلك لأن العثمانيين لم يكن لهم أهلية لذلك ولا شرعية..
ثم لما توسع عبدالعزيز في فتوحاته وضم الحرمين الشريفين إلى حكمه أتت حملات إعلامية كبيرة تحذر منه وأنه يقود مجموعة من المتشددين وأنهم يسفكون الدماء، فدخل الملك عبدالعزيز مكة محرماً ليس معه قطعة سلاح واحدة ونشر العدل والخير في رحاب الحجاز، وأهل الحجاز يشهدون بذلك، بل حفظ الملك المؤسس لأعيان الحجاز وكباره مكانتهم الاجتماعية، ولم يتأثر حضورهم الاجتماعي، فكان هذا هو خير رد على حملات التشكيك الإعلامية.
وفي عهد الملك سعود وعضده ولي العهد الأمير فيصل أتت حملات الناصرين وأتباعهم في التشكيك في هذا الوطن بأنه رجعي وضد العروبة.. فكان الرد بتقدم الوطن أنذاك وانفتاح الخير على الوطن والمواطن بتقدمية تناسب المجتمع دون الرضوخ لهذه الحملات الإعلامية التي بانت على حقيقتها مع حرب (67 م) ومع ذلك لم ترد قيادة هذه البلاد على الإساءة بمثلها، فقد شاركت الأشقاء الاحساس بمرارة الهزيمة.
وفي السنوات الأخيرة لم تتوقف هذه الحملات، ولم يتوقف الوطن عن الرد عليها بالمنجزات!
مع استشهاد الملك فيصل، ومع دخول المارقين الحرم المكي حملات أخرى، ثم لما جاء النظام الخميني أتت حملات من نوع جديد، ثم لما دخل صدام الكويت أتت حملات من نوع آخر، وفي الوقت نفسه لم تتوقف الحملات الإيرانية، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حملات من نوع جديد وطرح مختلف، ومع ما يسمى الربيع العربي حملات إعلامية من الدواعش، وفي كل هذه الأوقات لم تتوقف حملات قناة الجزيرة ضد بلادنا، ولم تتوقف بلادنا عن العمل لخدمة شعبها، والاهتمام بقضية العرب والمسلمين الأولى (فلسطين).
وها هي الآن الحملة المسعورة التي قادها مرتزقة الشرق والغرب راكبين البوق القطري (قناة الجزيرة) من أجل الإساءة لوطننا عبر قضية مقتل الإعلامي جمال خاشقجي.
انتهت الأزمة الإعلامية وتبين أنهم استغلوا وفاة هذا الرجل لأهداف في نفوسهم.. ومع هذا وذاك بقي الوطن شامخاً بمنجزاته ورجاله.