فيصل المطرفي
نستقبل الكثير من القرارات المفصلية في رياضتنا بكثير من الإيجابية، ونأمل على الدوام أن تكون مبنية على خطة مدروسة تنقل واقعنا الكروي إلى الأفضل، وترتقي بأنديتنا والدوري إلى مكانة مرموقة تنعكس إيجابيًا على منتخبنا الوطني، لكن سرعان ما يصيبنا الإحباط من كمية العشوائية والفوضى التي تسود تلك القرارات، على الرغم من أهميتها وتأثيرها في منظومة اللعبة والأندية والكيانات، على سبيل المثال لا الحصر.. في السابع من يونيو من العام الميلادي المنصرم أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم في بيان صريح عن السماح بتسجيل ثمانية لاعبين أجانب، وجاء في البيان:-
(قرر مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم اعتماد تسجيل ثمانية لاعبين أجانب في قائمة أندية الدرجة الممتازة خلال المنافسات التي تشارك فيها، بدلاً من القرار السابق الذي يقضي بإشراك سبعة لاعبين، وذلك بدءا من الموسم الرياضي المقبل، وأقر الاتحاد السعودي مشاركة سبعة لاعبين في القائمة الأساسية خلال المباريات التي تشارك فيها، ولاعب واحد في قائمة البدلاء، وأوضح مجلس إدارة الاتحاد السعودي أن اعتماد تسجيل ثمانية لاعبين في قائمة الأندية جاء بهدف رفع المستوى الفني للأندية، والدوري بشكل عام، ولزيادة المنافسة بينها في الاستحقاقات التي تشارك فيها، وثمن مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الدعم السخي الذي يجده الاتحاد السعودي والأندية بشكل عام من القيادة الرشيدة، والاهتمام الكبير والمتابعة المباشرة من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ بما فيه صالح الرياضة السعودية) انتهى.
وأعقب هذا البيان ضجة جماهيرية واسعة وإشادة من بعض الزملاء الإعلاميين .. وسباق مثير من مجالس إدارات الأندية للبدء في سلسلة التعاقدات بعقود مليونية، وبعيداً عمن بارك الفكرة بشكل مباشر أو من رفضها قبل تطبيقها، سأذهب للأهم وأبدأ بطرح التساؤلات.
هل درس اتحاد الكرة القرار بعناية وخطط جيدًا لهذا المشروع ؟
هل وضع اتحاد الكرة خطة زمنية لتقييم القرار بعد متابعته ؟
هل شكَّل اتحاد الكرة فريق عمل لمتابعة المشروع خلال تطبيقه ؟
هناك أسئلة متعددة بالإمكان طرحها على اتحاد القدم ولكنني سأختصرها في هذه الثلاثة أسئلة، رغم يقيني بأن القرار كان يشوبه الكثير من التسرع والارتجالية، والزيادة كانت تدريجية بعد زيادة الموسم الماضي!
ومع انطلاق الموسم الحالي وتطبيق القرار وبغض النظر عن حسن اختيار بعض الأندية للأسماء أو عدم توفيق بعضها، ولكن لم نشاهد لجنة أو فريق عمل يتابع هذا المشروع، ولم نشاهد مختصين من الجانب الفني يراقبون المشهد ويجتمعون مع الأندية ويدرسون كافة الملاحظات ومدى تأثير القرار على المستوى الفني (كما جاء في البيان)، كذلك لم يتم استغلال بعض الخبرات الفنية الكبيرة في ملاعبنا أمثال البرتغالي «جيسوس»، والأرجنتيني «غويدي» مثلاً، للاستئناس بآرائهما وهما يقفان على الهرم الفني على أنديتهما وقريبان من كافة التفاصيل، وبالإمكان أن تشكل آراؤهما إضافة مهمة خلال المرحلة الماضية والمستقبلية.
كما لم نشاهد فريق عمل من الفنيين السعوديين لتقييم المرحلة الماضية (الدور الأول) ورصد انطباعاتهم، والجلوس على طاولة واحدة مع المدير الفني للمنتخب السيد «بيتزي» قبل أن يحزم حقائبه ويغادر للإمارات، فهو الرجل المخول بالحديث عن المنتخب والقريب من كل دهاليزه في المراحل الماضية، ولاسيما أنه تابع المنافسات في الموسم الماضي، ورصدها في الموسم الحالي بعد هذا القرار المتأرجح، وبإمكانه أن يمنحهم رأيه وانعكاساته على المنتخب الوطني، وبذلك يستثمرون تلك الآراء بما يخدم كرة القدم السعودية.
أقول كل هذا كون اتحاد الكرة لم يعلن عن مثل هذه الزيارات، ولم يعلن عن وجود فريق عمل، ولم يعِر اهتمامًا بالغًا بهذا القرار الذي يشكل أهمية قصوى وتم إنفاق مئات الملايين عليه.
مؤخرًا ظهر رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم السيد «قصي الفواز» وألمح إلى احتمالية تقليص عدد الأجانب بالعودة إلى خمسة لاعبين، وهو ما ينسف القرار بأكمله ويؤكد أنه كان قائمًا على اجتهادات لا على دراسة علمية، ولن أخوض حالياً في قرار العودة إلى خمسة لاعبين وانعكاساته على الأندية على كافة الأصعدة، ولكن من المفترض أن تقوم جميع قرارات اتحاد القدم المفصلية في كل خطواته المقبلة على التخطيط بعيدًا عن العشوائية والفوضى، حتى تكون متماسكة وقوية وليست هشة تسقط بعد أشهر من إعلانها.
يقول نايجل باركر: أن تبني منزلاً مقاومًا للزلازل خير لك بكثير من أن تصلي فوق الأنقاض.
على البال:
* غادر الأخضر إلى الإمارات بهدوء، ووصل وتدرب بهدوء، وسيبدأ مهمته الآسيوية بهدوء أكاد أجزم أنه غير مسبوق.. كل الأمنيات لمنتخبنا بالتوفيق والظهور بشكل مشرف في المحفل القاري الكبير.
* الإصابات وغياب الهداف الحقيقي يقلقان السيد «بيتزي» قبل بداية المشوار الآسيوي، وبعد تجربة المنتخب الكوري منتصف الأسبوع الماضي اتضح حاجة دفاع الأخضر لخدمات لاعب بإمكانيات عمر هوساوي.
* أتمنى أن أرى تفاعل الشركات والبنوك والقطاع الخاص بشكل عام في دعم المنتخب خلال مشاركته الآسيوية، ونقل الجماهير لدعم نجومنا خلال مباريات الأخضر، ولا أستثني رعاة المنتخب من هذه المبادرات.
* العملاق علي الحبسي مسيرة رائعة على كافة الأصعدة.. توَّجها بالتميز مع المنتخب العماني حتى وصل إلى أقوى الدوريات الأوروبية وحاميًا لعرين زعيم آسيا، وسيبقى مثالًا يُقتدى به وملهمًا لكل الأجيال.
* البرتغالي «جيسوس» في اللقاء الأول له مع لاعبي الهلال اجتمع بهم وقال لهم : (اللغة المشتركة بيني وبينكم.. لغة كرة القدم).. رسالة واضحة من البرتغالي المشاكس.
* شكرًا بحجم السماء وأكثر لصحيفتي (الجزيرة) التي بدأت منها وأعود إليها، شكرًا لكرمهم الباذخ على منحي هذه الزاوية التي سأصافحكم من خلالها أسبوعيًا.