الجبهة الداخلية تعني القوة الشعبية للدولة أثناء الحرب، لأن تمسكها وتلاحمها وتعاونها ووقوف الشعب صفاً واحداً في وجه كل الأطماع التي تهدد أمن واستقرار الوطن من وسائل الانتصار، وهذا يتمثل في النشاطات الداعمة للمجهودات الحربية التي يقوم بها الجنود في معاركهم وفي قتالهم وفي دفاعهم عن الوطن وأهله ومكتسباته وحماية حدوده والذود عن قيمه وتراثه وأمجاده، ولا يقتصر دور الجبهة الداخلية على ذلك فقط، لأن أهميتها في الحروب والنزاعات لا تقل عن أهميتها ودورها في السلم وفي ذلك يكون البناء يكون العطاء ويكون الوفاء، ويكون التميز والتعلم من أجل التقدم، ومن أجل الرفعة والارتقاء بمستوى الفرد ليصل إلى المكانة التي يريدها له مجتمعه من خلال ما تعلمناه من دروس مستفادة عن أهمية الجبهة الداخلية في الحروب التي شنت على كثير من الدول، ومنها على سبيل المثال المشرق العربي الذي تعرض إلى أكثر من ثماني حملات عدوانية، تحطمت كلها على صخرة كتائب الحق والعدل، وباءت بالفشل، ويعود الفضل بذلك إلى الله سبحانه وتعالى الذي وهب الانتصار لأمة محمد، وردع من اعتدى عليهم وحاول طمس هويتهم وقضم أراضيهم والاستيلاء على ثرواتهم ومقدراتهم، ثم يأتي دور المقاتلين وما خلفهم من الشعوب والهمية الكبرى التي تمثل بكل اعتزاز الوقوف وتلاحم ووفاء من الجبهات الداخلية للدول والشعوب الذين تعرضوا لهذه الحملات اللعينة التي كان هدفها تحطيم الحضارة الإسلامية ومسحها من الخريطة، وفي مواقع أخرى، وفي عالم آخر فإن الدروس المستفادة التي يجب استيعابها هي أنه يجب عدم نسيان كيف صمد الشعب في فيتنام أمام الغزو الأمريكي الذي تعرضوا له، وكذلك في الحروب التي نشأت في الشرق الأوسط، والتي أثبتت مكانة الجبهة الداخلية، وتبين أهميتها وقيمتها، والتاريخ لن يهمل كل ما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية ثم حروب العرب في حرب 1973م، عندما كان العبور ودحر العدو واستعادة ما سلب من أرض، هدفاً استراتيجياً في ذهن وعقلية كل من ينتمي إلى الجيش العربي المصري الذين قاتلوا في حرب يسجلها التاريخ على الأعداء، كان الشعب المصري في أطيافه كافة وتعدد ثقافاته، متلاحماً مترابطاً خلف قيادته وجنوده، وحصل ذلك في عدد من الدول العربية الشقيقة التي قاتلت مدعوماً في جبهتها الداخلية، على عكس ما نراه في السنوات الأخيرة عندما حل الشر العربي وهو في حقيقة الأمر شر لا ربيع،كيف أصبحت الجبهة الداخلية في عدد من الدول التي يشملها هذا الربيع السيئ وهذا الشر المحدق، أصبحت كلمتهم متفرقة وأصبحت إمكاناتهم مشتتة، وأصبح كل فرد منهم يستمع إلى وسائل الإعلام المغرضة ثم يطبقها بشعارات، وهناك من مارس السلب والنهب والقتل في مجتمعه، كان يشمر عن ساعديه ليس لمساعدة جريح أو مريض أو إنقاذ أرواح ، بل الاستعانة بمن يساعدونه على سرقة ممتلكات جيرانه، كل ما مرّ به العالم من أزمات يجعلنا نعيد حساباتنا في كل ما من شأنه رفعت وهيبة هذا الوطن الغالي، وعلينا التعامل مع مفهوم الجبهة الداخلية وأهميتها ضرورة قصوى حتى لا يجد العدو والصديق العدو والمتربص والغادر والمخادع والخائن أي ثغرة يستطيع من خلال تفريق الصف.
إن انتصارنا يعني اعتزازنا بعقيدتنا وقيمنا وتاريخنا ومكانة بلادنا وقادتنا، ولن يتأتى ذلك إلا في الالتفاف والتفاني في حفظ كرامة الوطن وأهله وعدم تصديق الشائعات التي يبثها المرجفون وعلينا عدم الالتفات إلى ما يبثه الإعلام المغرض ضد الوطن وأهله وولاة أمرنا، وعلينا أن يكون صوتنا واحداً وأفكارنا موحدة وغاياتنا واحدة، ونقول للعالم بصوت مرتفع الوطن خط أحمر دونه ترخص الأرواح، وكلنا مع الله ثم مع سلمان، وكلنا محمد بن سلمان، وكلنا سيوف تحمي وتردع من يحاول النيل من وطن الإباء والشموخ.