برلين - (د ب أ):
يقوم القلب بوظيفة غاية في الأهمية، إنه يضخ ويضخ، ليبقيك حياً ولكن الإنسان في العادي لا يدرك هذا. إلا، بالطبع، إذا تعرضت للسرقة بالإكراه أو ركضت 50 متراً للحاق بالحافلة أو أنك على وشك أن تُقبل شخصاً غير عادي للمرة الأولى. حينها ينبض القلب بشدة وبسرعة لدرجة أنه يبدو أنه سيخرج من مكانه. فهل هذا مدعاة للقلق؟ يقول متخصص في القلب من المحتمل لا.
القلب عضو كفؤ للغاية، إنه يضخ الكمية الدقيقة من الدم التي يحتاجها الجسم، لا أقل ولا أكثر أيضاً، حيث إن هذا سيعد إهداراً للطاقة، بحسب الطبيب كارل شتانجل، القائم بأعمال مدير الإدارة الطبية في قسم طب القلب وعلم الأوعية بمستشفى شاريته ببرلين. إذا ما شعرت بالخوف، تحدث استجابة تطورية.
يُطلق الجهاز العصبي التلقائي، الذي يتحكم في وظائف الجسم اللا إرادية، استجابة المحاربة أو الفرار، ليزود الجسم بدفقة من الطاقة لمواجهة الخطر المتصور.
تفرز الغدد الكظرية، الواقعة فوق كل كُلية، هرمون ابينيفرين (المعروف أيضاً باسم الأدرينالين)، في مجرى الدم. ونتيجة لذلك ينبض القلب بشكل أسرع، ولكن يضخ أيضا المزيد من الدم لكل نبضة قلب إلى العضلات والأعضاء الحيوية. وتظل نبضات القلب في التسارع، ولا يمكنك التحكم فيه. ويقول شتانجل: «الجهاز العصبي التلقائي لا يسمى التلقائي من فراغ»، مشيراً إلى أنه لا يوجد ضير عندما يضخ القلب المزيد من الدم أكثر من المعتاد من وقت لآخر. وأضاف: «الجسم الصحي يمكن التعامل مع هذا بسهولة لفترة». ولكن إذا بدأت دقات قلبك في التسارع دون سبب واضح، ينصح شتانجل بالتوجه للمستشفى. وفي الحالات النادرة قد يكون خفقان القلب عرضا لمرض قلبي خطير.