«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
أنهت هيئة التفاوض السورية اجتماعها في الرياض والذي استمر ثلاثة أيام بحث آخر المستجدات الميدانية والسياسية بشكل عام وآخر التطورات لتشكيل اللجنة الدستورية وتداعيات التطبيع مع النظام بالإضافة إلى بحث تقارير اللجان العاملة في الداخل السوري والخارج.
وقد عقد رئيس هيئة التفاوض السورية د. نصر الحريري مؤتمراً صحفياً تحدث فيه بأنه لا بد من تطبيق القرار 2254 وعودة اللاجئين والانتخابات.
وأضاف بأن أي جهد ينصب لعودة الدول للنظام الحالي يتطلب وقفة قوية لإخراج إيران من المعادلة السياسية في سوريا وإخراج كل المليشيات التابعة لها وحزب الله والانخراط في الحل السياسي الذي يضمن ويحقق مطالب الشعب السوري ويحقن دماءه.. ونحن نقدر للمملكة دورها منذ بداية الحرب في سوريا.
وأوضح الحريري بأن أي جهد في الوقت الحاضر لإعادة إعمار سوريا هو جهد ضائع، لأن أي مشاريع من مثل هذا النوع سوف تنصب في خزينة إيران.. ونحن نثق بأن المملكة لن تبادر إلى ذلك إلا إذا تطهرت سوريا من إيران ومليشياتها فهي دوماً مع الشعب السوري ومع قضيته ولن تسمح ببقاء إيران ومشروعها التخريبي في دول المنطقة.. لأن وزير الاقتصاد السوري عندما زار إيران كان يتبجح بأن الأولوية في إعادة مشاريع إعمار سوريا لإيران، وهذا ما لم نسمح به أبداً ولا حتى الدول الداعمة للشعب السوري.
وأكد الحريري بأن إيران لا زالت تعبث بالشعب السوري ولا زالت صاحبة قرار عند النظام ولا زال النظام وإيران يعتقلون مئات الأشخاص ويزجون بهم في السجون ويقتلون ويعدمون في الساحات، ويسرقون ويبتزون ولم يبذل النظام أي جهد للوصول للحل السياسي.
وبالتالي على الدول التريث في التطبيع حتى تظهر معالم الحل السياسي والمبادرات التي تجنب الشعب السوري ويلات الحرب لأن الثورة في سوريا هي ثورة شعب عانى من الظلم.. ونحن نبارك أي حل سياسي يرضي الشعب السوري.. ولن نتعايش مع نظام يقتل شعبه بالحديد والنار وبدم بارد لأن هناك أكثر من 14 مليون لاجئ ونازح ومهجر وهذا غير مقبول أن نرضى مثل هذا الظلم من قبل المجتمع الدولي.
وأشار الحريري إلى أن المعارضة سوف تواصل اتصالاتها مع الأمم المتحدة ومع الدول العربية ومع دول العالم المؤثرة لرفع الظلم عن الشعب السوري وعودة النازحين إلى ديارهم ونقدر كل من دعم القضية السورية وإبعاد إيران عن سوريا.
وقد اتخذت المعارضة عددا من الإجراءات خلال الأيام القادمة في التواصل مع الدول العربية وألا يكون هذا الانفتاح على النظام بالمجان يجب أن يصاحبه قرارات مهمة ضد المشروع الإيراني وحزب الله ونحن نتعشم في ذلك، وأن تكون مدروسة بما يحفظ للشعب السوري كرامته ودماءه ومكانة سوريا والوصول إلى الحل السياسي لأنه أصبح لدينا قناعة بأن الحل السياسي هو المخرج ولا يمكن نسيان الملف السوري إلا بضوابط وإجراءات قوية ومقنعة.. وموقف يحضر في ذاكرة الشعب السوري، نحن لا نريد لهذه الحرب أن تستمر، ولا لإيران أن تبقى في سوريا ولا هذه الدماء.. وأن نتحرك جميعاً لخدمة القضية السورية.
وخلال الأيام القادمة سيكون لقاء مع المبعوث الأممي الجديد، من أجل بحث الخطوات السياسية القادمة.
وأوضح بأن انسحاب أمريكا من سوريا كنا نأمل ألا يكون إلا بعد طرد إيران من سوريا، ونحن نتواصل مع جميع الأطراف بحيث يكون هذا الانسحاب مبرمجاً تدريجياً وألا يخلق فراغاً يملأ من قبل إيران والمليشيات الإرهابية وداعش، ولا بد أن يشرك أبناء هذه المناطق التي انسحبت منها أمريكا من أبناء هذه المناطق حتى لا يكون هناك فراغ وأي تطورات سوف يحدث سوف تكون مدمرة للعملية السياسية والجهود الدولية التي تبذل من قبل المجتمع الدولي.