فهد بن جليد
مرَّة أخرى نُطالب وزارة التعليم مع تولي وزير جديد المهمَّة -وفقه الله- وفي بداية الفصل الدراسي الثاني، بضرورة وضع مناهج تعليمية لكيفية التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي بالطرق العلمية والأخلاقية الصحيحة، الأمر في غاية الأهمية ونحن نعيش زمن التقنية (الأولى) بامتياز, مع ما يلوح في الأفق من ظهور عصر التقنية (الثانية) الأكثر تعقيداً وخيالاً، الأمر يتطلب أن يتعلم الطالب في المدرسة السلوك الصحيح للتعاطي مع هذه الوسائل وما تحويه في ظل الهجمات الشرسة الممنهجة ضد وطننا ومجتمعنا وقبل ذلك ديننا, فأرجو ألاَّ نتأخر أكثر في إدراج مثل هذه المناهج في الصفوف الأولى وصولاً للجامعة, خصوصاً وأنَّ الأطفال الصغار -قبل سن المدرسة- أصبحوا يتعاطون مع هذه التقنيات بشغف وتعلُّق كبير, وهوما يُعاظم المسؤولية على الآباء والمُعلمين.
دول عربية وأجنبية بدأت في تدارك الأمر، وأدخلت كيفية التعامل والتعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي ضمن المناهج التعليمية، المسألة غاية في الأهمية، وأراها اليوم توازي القراءة والكتابة في تحديد المُتعلم من الأمي، فلا يكفي معرفة الاستخدام لهذه المنصات، بقدر ما نحتاج تعلم كيفية الاستخدام والحذر من ارتكاب جرائم معلوماتية، أو حتى الوقوع ضحايا مؤامرات ودسائس أعداء الوطن والدين وتسطيح العقول والاهتمامات.
لنأخذ (تويتر) مثالاً, عندما تنظر لبعض الهاشتاقات الغريبة والشاذة التي تتصدر ثم تختفي بعد أن تحدث الضرَّر النفسي والعاطفي، ستعلم أنَّ هناك من الأعداء من يُحاول بث مثل هذه العناوين غير اللائقة دينياً ووطنياً واجتماعياً، تُطلق (كترند) بمُقابل مادي زهيد، ليتكفل المُدرعمون في وسائل التواصل الاجتماعي بما يلزم، حتى تتصدَّر هذه التوافه المشهد, المسألة أشبه برمي الخشاش والأوراق على (عود ثقاب)، أبناؤنا يتعاطون مع هذه الوسائل وما يدور فيها دون تجربة حياتية كافية، فهل يعقل ترك -جيل بأكمله- عرضة (لأمواج التقنيات) دون حمايته، وتوعيته، ومنحه بوصلة (آمنة) تساعده لمعرفة الاتجاه الصحيح للتعاطي مع هذه المنصات؟ التعليم في المدرسة ينبغي أن يكون أولى المصدَّات لزيادة الوعي عند أبنائنا، وتحصينهم أكثر في وجه كل شوائب التقنية، حتى لا يحتاجون وقت أطول لاكتشاف الحقيقة بعد دفع الثمن.
وعلى دروب الخير نلتقي.