«الجزيرة» - عمار العمار:
تعول أستراليا على السرعة وتعدُّد الوظائف للحفاظ على لقبها في كأس آسيا في كرة القدم. وبالرغم من اعتزال نجمَيها تيم كايهل وميلي يديناك لكن منتخب «سوكروز» لم يعد الوحش المخيف الذي هزم كوريا الجنوبية في الوقت الإضافي قبل أربع سنوات تحت إشراف المدرب آينج بوستيكوغلو.
ويشرف على تشكيلة المنتخب الأسترالي مدرب جديد، هو غراهام أرنولد، لكن أكثرية اللاعبين الـ23 في نهائيات آسيا الحالية لم تختبر النهائيات القارية من قبل. منذ استلامه مهامه بعد مشوار أستراليا المتواضع في مونديال روسيا، والخروج من الدور الأول تحت إشراف الهولندي برت فان مارفيك، ثبَّت أرنولد موقعه؛ فلم يخسر الفريق في أربع مباريات.
وتخلى المدرب البالغ 55 عامًا عن لاعبين عدة، وغيَّر أسلوب اللعب.
وقد اعتادت أستراليا لسنوات على الدفع برأس حربة في المقدمة، وغالبًا ما لعب كايهل هذا الدور، لكن دور المهاجم التقليدي استُبدل بمثلث هجومي.
وأعلن أرنولد أن «الحاجة للسرعة هي أولوية»، معددًا بعض اللاعبين القادرين على «صناعة الفارق» على غرار ماثيو ليكي الذي يجهد للتعافي من الإصابة والمشاركة في الأدوار الإقصائية للبطولة القارية، إلى جانب جايمي ماكلارين، أندرو نبوت، كريس إيكونوميديس، آوير مابيل، روبي كروز وتوم روغيتش.
وقال أرنولد: «هم جيدون جدًّا من الناحية التقنية، وسريعون أيضًا. الناس يتحدثون عن التسجيل، ونحن نملك هدافين في كل مكان». وقد حيّر أرنولد خصومه حول تشكيلته الأساسية من الناحية الهجومية، لكن حظوظ ماكلارين وليكي كانت الأوفر. وعول أيضًا على مارتن بويل، لكن مهاجم هيبرنيان الاسكتلندي استُبعد عشية البطولة بعد تعرضه للإصابة خلال الفوز الكبير على عُمان وديًّا. وهي ضربة قاسية لفريق خسر بويل بعد تسجيله هدفين في ثلاث مباريات دولية. علمّا بأنه لم يعرف أستراليا قبل أن يقوم أرنولد بزيارته إلى ادنبره لإقناعه باللعب مع منتخبها الوطني. هذا، وتفتقد أستراليا أيضًا لاعبي الوسط دانيال أرزاني وآرون موي نجم نادي هادرسفيلد الإنجليزي بسبب الإصابة.
وعندما غاب كايهل عن أستراليا كانت تعاني من أجل التسجيل؛ وهو ما شرحه الحارس الدولي السابق مارك شفارتسر بالقول: «كان تيمي قوة ضاربة دومًا. عندما تخسر لاعبًا مماثلاً من الصعب جدًّا أن تستبدله». وتابع: «لكن عندما يذهبون يسمح هذا الأمر للاعبين آخرين بالتطور قبل أن يقفزوا درجة أعلى».
-طباع وشخصية-
وعمد أرنولد إلى دمج المخضرمين والشبان. ويحظى مارك ميليغان (تمت ترقيته إلى قائد بعد اعتزال يديناك) وكروز وليكي بخبرة كبيرة، فيما أضيفت أسماء جديدة، مثل إيكونوميديس ومابيل اللاجئ السوداني القادم إلى أستراليا في 2006، واستهل مشواره الدولي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ونجحت كوريا الجنوبية، إيران، السعودية واليابان في الدفاع عن لقبها سابقًا في كأس آسيا، لكن أستراليا تحتاج أولاً إلى تخطي مجموعة ثانية، تضم الأردن وسوريا وفلسطين، للسير على خطى عمالقة القارة الكبيرة.
وشدد شفارتسر على أن كوريا الجنوبية واليابان تشكلان الخطر الأكبر على أستراليا، مضيفًا بأن عدم بلوغ نصف النهائي يعد فشلاً. وأوضح: «تأهلنا أيضًا لنهائيات كأس العالم أربع مرات تواليًا، ونحن أبطال آسيا الحاليين؛ لذا التوقعات مرتفعة أمام المنتخب الوطني».
وتابع: «يعرف اللاعبون ما أتوقع منهم.. ويتعلق الأمر بالطباع والشخصية. نخوض البطولة بهذا الاتجاه. لدينا سبع مباريات، وأتوقع الفوز فيها كلها».
وبعد انضمامها إلى آسيا قادمة من أوقيانيا عام 2006 بلغت أستراليا ربع النهائي في 2007، ثم خسرت نهائي 2011 أمام اليابان بعد التمديد قبل أن تكمل مشوارها التصاعدي، وتتوج على أرضها في المحاولة الثالثة. وفي نسخة 2019 تبدأ أستراليا المنافسات بمواجهة الأردن اليوم الأحد.