سليمان الجعيلان
وسط قرارات ارتجالية وتصريحات استفزازية من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ووسط متابعات ضعيفة واهتمامات قليلة من بعض الإعلام الرياضي والجمهور السعودي، يبدأ منتخبنا السعودي يوم بعد غد الثلاثاء مشوار مبارياته في كأس أمم آسيا 2019 أمام منتخب كوريا الشمالية الغامض بمدربه الجديد الذي تم تعيينه قبل ثلاثة أسابيع من انطلاقة البطولة القارية. وربما لا يؤثر هذا الغموض الفني للمنتخب الكوري الشمالي على خطة واستراتيجية مدرب منتخبنا السيد أنطونيو بيتزي فنيًّا، ولكن السؤال الكبير والكبير جدًّا: وماذا عن استعدادات وتحضيرات لاعبي الأخضر السعودي معنويًّا؟!.. نعم، هذا هو السؤال المهم اليوم. وماذا عن استعدادات وتجهيزات لاعبي منتخبنا معنويًّا ونفسيًّا، خاصة بعد أن تسلل إلى أنفسهم، ووصل إليهم هذا الصدود والهجران من بعض الوسط الرياضي والجمهور السعودي عن متابعة مدى استعداداتهم والسؤال عن آخر تجهيزاتهم لخوض غمار هذه البطولة القارية القوية التي كانت تحتاج إلى أن يتعامل معها الاتحاد السعودي باحترافية، وإلى الاستعداد لها بمسؤولية، ودون اجتهادات فردية أو قرارات ارتجالية تعيدنا إلى المربع في تقسيم وتحزب الجماهير السعودية حول منتخب بلادها!!..
في الأسبوع الماضي، وفي إحدى فقرات نقاط سريعة، كتبت أنه كان بإمكان الاتحاد السعودي أن يكون حكيمًا وجريئًا في اتخاذ قرار إيقاف دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، ولكن هذا لم يحدث، وإنما ما حدث وحصل هو تنمية وتغذية فكر المؤامرة لدى بعض الجماهير السعودية، خاصة بعد مباراة الرائد والتعاون. انتهت الفقرة، ولكن لم تنتهِ المشكلة؛ لأن الاتحاد السعودي لكرة القدم ما زال يصرُّ على الخطأ نفسه، بل بكل (براءة) يدعو الجماهير السعودية إلى مساندة ودعم المنتخب، وكأن مسؤوليه ومسيّريه يعيشون في عالم آخر!!.. فأي مساندة ينتظرها اتحاد القدم من الوسط الرياضي؟ وأي دعم ينشده اتحاد القدم من الجمهور السعودي وهو يصر على إقامة الجولة الـ16 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان يومي 10 و11 يناير، ويتجاهل أن الأخضر السعودي سيخوض مباراته الثانية في دوري المجموعات من البطولة الآسيوية أمام منتخب لبنان يوم 12 يناير، أي إنها في اليوم التالي من إقامة الجولة الـ16، وهذا يعني بكل صراحة ووضوح عدم تقدير للمسؤولية، وعدم احترام لمشاعر الجماهير السعودية؟!..
باختصار: من الظلم والإجحاف بحق منتخب الوطن أن يكون المنتخب الوطني في مهمة رسمية، ويخوض مباريات مصيرية، وفي بطولة آسيوية، والإعلام الرياضي والجمهور السعودي مشغول عن متابعته ودعمه بمباريات الأندية والمناوشات الجماهيرية بسبب تعنت وعناد ومكابرة الاتحاد السعودي عن التراجع عن قرار هو بعيد عن الاحترافية الرياضية والمسؤولية الوطنية؛ لهذا أناشد وأطالب سمو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل القيام بمسؤولياته وصلاحياته تجاه منتخب الوطن، وتوجيه الاتحاد السعودي لكرة القدم بتأجيل الجولة الـ16 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان إلى وقت لاحق؛ لتتوحد الصفوف خلف الأخضر، ويتفرغ الجميع لدعم ومتابعة المنتخب السعودي الذي أصبح ضحية ورهينة تارة للتجييش، وتارة أخرى للتهميش حسب مصالح بعض الأندية، وبمباركة من الاتحاد السعودي لكرة القدم بكل حزن وألم. وما فكرة التخوف والتخويف من تداخل البطولة الإفريقية مع المسابقات السعودية التي طرحها إعلام التزييف والتأزيم، وتبناها الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال متحدثه الرسمي، إلا إثبات ودليل على أن مصلحة المنتخب السعودي باتت تحكمها وتحددها مصالح بعض الأندية بكل أسف وأسى!!
نقاط سريعة
** في كل الأحوال، ورغم كل الظروف وكل التخبطات، الله معك «يالأخضر»، وبالتوفيق لك.
** أثبتت وأكدت مباراة الهلال والتعاون في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان التي انتهت بتعادل الفريقين.. أقول أكدت من جديد أن فريق الهلال كان - وما زال وسيظل بإذن الله - عصيًّا على الانكسار، ويأبى الاستسلام مهما حاول منافسوه وخصومه استخدام أساليب ملتوية لإضعاف قوته وتقويض أسلحته!!
** بالمناسبة، مهما تظاهر رئيس نادي التعاون محمد القاسم بأنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأندية إلا أنه سرعان ما تكشف مباريات فريقه أمام الهلال تحديدًا مواقفه المتناقضة والمتضاربة. والسؤال: متى يعي ويدرك رئيس نادي التعاون أن فريقه أصبح من الكبار، وأنه بات أكبر وأسمى من الاصطفاف والارتماء في أحضان الآخرين مهما كانت المغريات أو الغايات!!
** من المعيب والمخجل أن يبادر رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم قصي الفواز بالاتصال والاطمئنان على حارس منتخب أستراليا ونادي النصر براد جونز، ويتجاهل الاتصال والاطمئنان على لاعب المنتخب السعودي ولاعب نادي الوحدة علي النمر الذي تعرض لإصابة عنيفة؛ وأجرى عملية جراحية!!
** من يتابع مباريات فريق النصر الأخيرة، ويشاهد اكتمال صفوفه، ويلاحظ مشاركة جميع عناصره الأساسية، سوف يعتقد ويظن أن المنتخب السعودي لا يشارك بالبطولة الآسيوية، وأنه لهذا السبب لم تتوقف المسابقات السعودية!!