أدركت الشركات العالمية منذ ما يزيد على مائة وعشرين سنة وربما أكثر، أهمية البحث العلمي، حيث يعتبر البحث العلمي إحدى أهم ركائز تقدم وتطور الأمم في الوقت الحاضر، وذلك لما يحققه من تطور للمجالات الصناعية والاقتصادية والزراعية والعسكرية والطب، وغيرها مما يعتمد عليه حياة الإنسان في هذا العالم المتغير.
أدركت هذه الشركات أهمية البحث العلمي، وخصصت لذلك ميزانيات ضخمة مدركة العائد المادي الذي سوف تحصل عليه من امتلاك تلك التقنيات والتحكم بها وفق مصالحها، فعلى سبيل المثال أنفقت شركة باسف، وهي شركة ألمانية في عام 2017 قرابة حوالي 1.89 مليار يورو على البحث العلمي والتطوير، أما شركة أكسون-موبيل فقد أنفقت في نفس العام 2017 حوالي 1.05 مليار دولار أمريكي.
وأما على المستوى العالمي فقد أنفقت الدول على البحث والتطوير في عام 2014م، نحو 1.6 تريليون دولار، أي ما يشكِّل 1.8 في المائة من الناتج العالمي البالغ 88.733 تريليون دولار، يتركز معظم الإنفاق العالمي على البحث والتطوير في دول مجموعة العشرين، التي تمثل 92 في المائة من حجم الإنفاق العالمي على البحث والتطوير، في حين يتركز 94 في المائة من براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.
من أبرز العناصر التي تعوّل عليها «رؤية المملكة 2030» الهادفة إلى نقل الاقتصاد الوطني من الاعتماد على النفط، والتحوُّل إلى الاقتصاد المعرفي، بلغ إجمالي الإنفاق على البحث العلمي في المملكة خلال العام الماضي، نحو 6.75 مليار ريال (1.8 مليار دولار)، وبذلك تحتل المملكة المرتبة الأولى عربيا والمرتبة السابعة والثلاثين عالمياً في الإنفاق على هذا المجال.
ويقاس إنفاق الدول على البحث العلمي بنسبة من إجمالي الناتج المحلي، وعادة تتراوح ما بين 2 إلى 4 في المائة.
تعتبر (سابك) من الشركات الرائدة في دعم البحث العلمي في جامعات المملكة، إيماناً منها بأهمية البحث العلمي لتقدم الصناعة والمساهمة في حلول المشكلات البيئية والصحية في المملكة، وحرصاً على العالمية والتنافسية فهي تملك مراكز للتقنية والابتكار في خمس مناطق جغرافية على مستوى العالم، زودت بأحدث المرافق، وتقع هذه المراكز في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وجنوب شرق آسيا، وشمال شرق آسيا.
وقد نجح العلماء في هذه المركز في مواكبة التحديات والتغيرات السريعة في الصناعات، وقاموا بتقديم أكثر من 12.191 براءة اختراع.
هذا فخر واعتزاز لهذه الشركة التي سوف يبلغ عمرها 40 عاماً أنها تسابق الزمن لتملك التقنيات التي تساهم في الاستدامة وتُعزز قدرتها التنافسية.
تستثمر سابك بشكل كبير في التقنية والابتكار، وهناك المئات من العلماء المختصين يعملون في مراكز الشركة المنتشرة حول العالم من أجل تطوير براءات اختراع وشهادات جديدة.
ويؤمن هؤلاء العلماء والباحثون بما يملكون من إمكانات غير محدودة يمكن من خلالها تغيير العالم إلى الأفضل.
هذه سابك، سابك التي أبهرت العالم بما تملكه من قيادات سعودية قادرة منذ إنشائها على التوجه بها إلى العالمية والتنافسية، وهذا ما يحدث اليوم، وهنا أود أن أذكر ما قاله الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- قال: أذكر أن صحفيًا بريطانيًا زارنا أيامها وكتب (أنه دخل مبنى ضيقاً في زقاق صغير فوجد بضعة شبان يزعمون أنهم سيقيمون أضخم المجمعات البتروكيماوية في المنطقة)، لا بل في العالم أجمع.
اليوم سابك عملاق الصناعة العالمية متواجدة في معظم دول العالم، حقاً إنها نموذج عالمي يحتذى في الشفافية والإنتاج والأرباح والمبيعات والإدارة والقيم التي تؤمن بها والموظفين الذين يسعون إلى تحقيق رؤية الشركة بتوجيهات قياداتها الإدارية.