خالد بن حمد المالك
تأتي مفردة (التحديات) ملاصقةً دائماً لمعاناة الدول، وهناك من الدول من تستخدمها للتبرير عن عجزها في تحقيق حلمها، بما يمكن فهمه وتفهمه أحياناً، واعتباره حجة العاجز غير المفهومة أحياناً أخرى، يتساوى في ذلك كثير من دول العالم.
* *
ومواجهة التحديات مهما كانت كبيرة، تتم بالعزم والتصميم والإرادة الصلبة، وتمثل البداية لتحقيق ما عجز عنه المحبطون والضعفاء والانهزاميون، بل وتمنع ظهور المزيد من صور التخلف، والكثير من تفشي الأضرار، أو التراجع إلى الخلف، إذ بإظهار القوة يمكن التغلب على التحديات مهما كانت شراستها.
* *
المملكة على امتداد تاريخها واجهت شيئاً كثيراً من هذا، وفي كل عصور الدولة السعودية، الحديث منها والقديم، ما كان في الدولة السعودية الأولى أو غيرها، ومع كل انتكاسة، أو هزيمة، أو سقوط دولة، كانت تنهض من جديد، وتستعيد المُلك وحق الأجداد، وكان الملك عبدالعزيز آخر الأبطال في تحقيق هذا الحلم الجميل.
* *
وفي عصرنا الحالي، واجهنا خصوماً شرسين وما زلنا، واجهنا حروبًا عسكرية وإعلامية وحتى اقتصادية، ولم تهن أو تستكين القوى المعادية للمملكة في تنويع أساليب وآليات التحديات لإضعاف بلادنا، وفي مقابل ذلك ظلت المملكة في الموقف الأقوى في تصديها لكل المؤامرات التي واجهتها.
* *
على أن التحديات - عموماً - هي جزء من لعبة الدول، تُفسَّر من خلال أي تصرف يمنع شريان الحياة بأن يكون طبيعياً في إعطاء الدول حقها في الاستقلال، واستخدام مواردها الطبيعية، ومنع التعدي عليها، أو قهرها بقرارات ظالمة على المستوى الفردي أو الأممي.
* *
في شأن المملكة أيضاً، كانت دئماً متبوعة في سياساتها لا تابعة، ومؤثرة لا متأثرة، إلا بما يلبي مصالحها، ويقوي من مكانتها، وينسجم مع دورها كدولة ضمن منظومة الدول الكبرى على مستوى العالم، لهذا كانت هذه القوة، وهذا الاستقرار، وهذا الاهتمام العالمي بها، دون أن تلتف إلى الوراء، في أي موضوع، أو قضية، أو تتهاون فيما يمس مصالحها وحقوق مواطنيها.
* *
أكتب هذا، وعيني على المملكة، لا أخاف عليها، ولا أهتم أو أخاف على أحوالها وشؤونها من مواقف إعلامية سلبية أو معادية، فهي الأقوى أمام كل التحديات، وأن ما يُقال من كلام رخيص لا أثر له في إيقاف مسيرتنا المظفرة.