يوسف المحيميد
كم كنَّا بحاجة إلى مثل هذه الخطوة الرائدة التي قامت بها مؤخرًا هيئة الغذاء والدواء حينما فرضت على سلسلة المطاعم والمقاهي، ومحال الآيسكريم، وعصائر الفاكهة الطازجة، والمخابز، والحلويات والكافيتريا وغيرها، وضع السعرات الحرارية على جميع المأكولات والمشروبات، كي يكون أمام المستهلك فرصة القرار فيما يأكل ويشرب، فقد انقضت فترة الأكل بعشوائية، خاصة مع جيل جديد يفترض أنه يمتلك وعيًا جيدًا وثقافة غذائية تجاه صحته، وما يحتاج إليه جسمه يوميًا من السعرات الحرارية، ومن البرامج والتمارين الرياضية المناسبة، لحرق ما يزيد من هذه السعرات داخل الجسم، للحفاظ عليه سليماً ورياضياً.
في أوروبا وأمريكا، ومعظم دول العالم المتقدم يعتبر الإفصاح عن هذه المعلومات على الغذاء أمرًا إجباريًا، ونظاميًا، وعدم الإفصاح يعد مخالفة قانونية، ونحن بهذه الخطوة نضع قدمًا في الطريق الصحيح، ولكن لن يكتمل الهدف من ذلك، ما لم يتحرك القسم الإعلامي في الهيئة مع تطبيق هذه اللائحة، نحو إطلاق حملة إعلامية توعوية، صحية وتثقيفية، بالاشتراك مع وزارة الصحة، تسهم في توعية المستهلك بأهمية الاطلاع على كميات السعرات الحرارية على المنتجات الغذائية، ومعرفة ما تحتاج إليه الأجسام المختلفة يوميًا من هذه السعرات، فلا تكفي الأخبار والأنفوجرافيكس المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما يجب استخدام جميع الوسائل الإعلامية، من إعلام تقليدي، وجديد، وإعلام مرئي ومسموع، ورسائل الـ»إس إم إس»، وغيرها من الطرق التي تضمن وصول الرسائل الإعلامية إلى جميع الفئات المستهدفة، وذلك لنشر ثقافة الوعي بالصحة، واحتياجات الجسم، والحفاظ عليه من أمراض السمنة المزمنة، فكلما حافظت الدول على صحة مواطنيها وسلامتهم، خلقت جيلاً سليمًا وقويًّا، ووفَّر ذلك في ميزانياتها المخصصة لهذه القطاعات.