الجنادرية - واس:
ترنمت أرض الجنادرية 33 على أنغام النص الرائق أو ما يعرف بـ»المجرور»، الذي اشتهرت به منطقة مكة المكرمة ومحافظة الطائف خاصة وميزها عن غيرها، حتى وصلت شهرته إلى خارج حدود الوطن واستعان بألحانه أشهر وأكبر الملحنين العرب. وحازت الألحان والعروض الحركية المتناغمة مع أنغام الطبول على استحسان زوار جناح منطقة مكة المكرمة، لافتًا انتباههم حضور جيلين لأداء هذا الفن الشعبي الجميل، جيل الآباء المتمسكين بموروثهم، والحريصين على نقله إلى أبنائهم العاشقين له، حتى أصبحوا يتفاخروا بأدائه أمام الجموع ليظهروه بصورة إبداعية جميلة. وأوضح قائد فرقة «ربابين المجرور» فهد بن حسين الغريبي، لوكالة الأنباء السعودية «واس» أنه جرى اختيار أعضاء هذه الفرقة من فئة الشباب بعناية فائقة، وجرى تدريبهم على أرقى المستويات لإيصال هذا الموروث لمسامعهم سليمًا خاليًا من الشوائب كما كان في الماضي مشيرًا إلى أنه وجد لدى هؤلاء الشباب حبًا وتقبلاً لموروث آبائهم وأجدادهم، وحرصًا ليقدموه ويخرجوه إلى المستمعين والمشاهدين بلمسات فيها روح الشباب والإبداع في الأداء والإتقان في التفاصيل ليخرجوه ويظهروه بصورة سليمة متقنة وإبداعية. وأشار الغريبي إلى أنه جرى ترشيح فرقة «ربابين المجرور» من إمارة منطقة مكة المكرمة للمشاركة في جناح مكة المكرمة بالجنادرية، مبينًا أن الفرقة تقدم أمام رواد وزوار الجنادرية لونين من ألوان الفنون الشعبية التي اشتهرت بها منطقة مكة المكرمة عامة والطائف خاصة وهما لونا «المجرور» و»التعشير». ويعد فن «المجرور» من الفنون الغنائية الجماعية الحركية ذات الإيقاعات والشعر الوجداني الرقيق، والرقصات التي تؤديها فرق مدربة ترتدي ملابس خاصة، تضيف إلى هذا الفن لمسات وملامح جمالية، إضافة إلى ما يتميز به «المجرور الطائفي» من إبداع في الكلمات والإيقاعات والحركات المصاحبة للانفعالات والتأثيرات الناشئة عن التجلي والاندماج مع الأداء والإيقاع.
وظهر فن المجرور عام 1280هـ، بمسمى «النص الرائق»، منبثقًا من فن «القصيمي»، وكان يؤدى على طريقة «الهزعة» وهي فن الكسرة و»الرجعة»، وادخلت عليه ألحان أخرى جديدة، كما طرأ عليه سلم موسيقي ينسجم انسجامًا تامًا مع ألحانه المعروفة، وتعددت حركات المؤدين، وكان للفنان طارق عبدالحكيم والفنان مسفر القثامي دور كبير في تطوير السلم الموسيقي للمجرور، وأن طريقة أداء المجرور تكون بتقسيم الفرقة التي يراوح عدد أعضائها ما بين 15 إلى 20 إلى صفين متقابلين، ويتميز أفرادها بلباس موحد يعرف باسم «الحويسي» وهو ثوب أبيض واسع، وحزام يحيط بوسط العارض يعرف باسم «المجند»، وفي وسط الصفين وعلى أطرافه يوجد قارعو الدفوف. وتبدأ معزوفة «المجرور» من رئيس الفرقة الذي يقوم بتلقين مجموعة «لحن الدور» ثم يتبع ذلك ترديد الشعر الذي قاله رئيس الفرقة من أحد الصفين، ثم يأتي «رد الجواب» واللحن من الصف الآخر، بعدها يقوم كل لاعب في الصفين بقرع الطار حسب الإيقاع واللحن المحدد، بشكل منسجم مع ايقاع الطبلة الكبرى، بعد ذلك يأتي ما يسمى بـ«الشبشرة» و»المقاطعة» و»الدمدمة» بحسب اللحن الأصلي، ويخرج من بين الصفين أحد اللاعبين إلى وسط ما يسمى بـ«الملعبة» بخطوات فيها من الرشاقة والخفة والمشي بين الصفين بحركات رشيقة فيها من الجلوس والقيام والتمايل بانسجام مع إيقاعات الطبول، ويتابعه الصف الذي خرج منه في الجلوس والقيام دون إخلال بنغمات الإيقاع بينما يغير الراقص طريقة الإيقاع على طاره بإيقاعات أخرى تعرف بـ«الكسرة» وهي ثلاث حالات دخول، وسط، خروج. وتتبع فن المجرور ثلاثة فنون هي «المجالسي» و»الحدري» و»القصيمي» تؤدى عند الجلوس والاستراحة، وتؤدى عند الوقوف مع الطيران، وتستخدم في أداء فن «المجرور» الدفوف والطبلة.