د.عبدالعزيز العمر
في بلاد الغرب لا يبدي مسؤولو التعليم والسياسيون عموماً أي نوع من التسامح أو المرونة مع أخطاء التعليم، بل هم لا يسمحون بتمرير أي خطأ قي المجال التعليمي مهما كان حجمه، ليقينهم بأن أخطاء التعليم مكلفة وباهظة الثمن، وأحياناً مدمرة، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الوطن ومقدراته. عندما شعر الفرنجة في وقت من الأوقات أنهم سمحوا بمرور أخطاء تعليمية جسيمة قال مفكروها في تقرير وطني شهير بما في معناه: يبدو أننا لم نكن في كامل قوانا العقلية عندما سمحنا بمرور مثل هذه الأخطاء التعليمية (انتهى). اليوم ياسادة أصبح التعليم مكلفاً مادياً، فهو لم يعد مجرد سبورة وأعواد طباشير ومقاعد طلابية، وبالتالي لم يعد ممكناً القفز أو التغيير من برنامج إلى آخر، أو من خطة تعليمية إلى أخرى بسبب تغير مزاج مسؤول، أو بسبب مجيء مسؤول جديد أراد أن يكون له بصمة مختلفة ولو على حساب جهود سابقيه. ولو أردنا أن نستشهد بمثال في هذا الشأن لقلنا إن العلم نفسه لم يتقدم إلا بسبب أن جهود العلماء مبنية على جهود سابقيهم من العلماء، فما بال علماء التعليم والتربية لا يستفيدوا من جهود سابقيهم، فتراهم في كل مرة يبدأون من نقطة الصفر. يقول أحدهم: مسؤولو التربية والتعليم لدينا يسيرون على خطأ سابقيهم ولكن بـ(الاستيكة) للأسف. ليس المطلوب استنساخ جهود السابقين بل المطلوب هو الاستفادة منها قدر الإمكان.