فوزية الشهري
نعيش في عالم مليء بالبشر، تختلف أجناسهم وطبقاتهم الاجتماعية، ومستواهم الثقافي ولا يستطيع أحد العيش بمعزل عن الآخرين.
لذلك يجب علينا أن نتعلم كيف نعيش وننسجم مع الآخرين.
ومن الذكاء أن نصل لقناعة أنه يوجد حولنا كثير من الأشرار والمخادعين ويجب أن نتعلم كيفية التعامل معهم بل يجب أن نفك شفرة تفكيرهم حتى نصل للوعي الكافي للتعامل مع خدعهم، حتى لا نندم ساعة لا ينفع الندم.
تمر مواقف أو حالات يستغل فيها المخادعون غفلتنا أو ربما طيبتنا أو عدم المعرفة الكافية بأساليبهم فيفوز المخادع.
كلنا نتذكر قصة (سارة إبراهيم) وكيف استغلت تعاطف المجتمع والإعلام لمدة عام كامل قبل أن تكتشف حقيقتها بعد حملات التبرع والصدقات والتعاطف معها لماذا تحقق لها كل ذلك؟؟
لأننا نتعامل مع كثير من قضايانا بالعاطفة والثقة، والثقة لا تكون فضيلة في كل الأوقات. وهي ليست القضية الوحيدة بل تتكرر سواء بصفة خاصة أو عامة.
دكتور (فيل) قدم لكل متشوق للوقاية من خطر الخداع ((معرفات الشر الثمان)) يقول إن المعرفات تساعدك على تمييز هؤلاء الأشرار على بعد ميل -قبل تمكنهم من إيذائك أوإيذاء من تحبهم، وهي كما ذكرها:
-يرون العالم من خلال عدسات غطرسة الاستحقاق ودائماً ما يتعاملون مع الأشخاص كأهداف، عالمهم محصور برغباتهم واحتياجتهم، والآخرون لا يلقون لهم بالاً.
-يفتقرون إلى التعاطف بمعنى أنهم لا يلتفتون مطلقاً إلى مدى شعورك بالألم أو المعاناة جراء ما فعلوه.
-لا يتعلمون من المواقف بمعنى أنه مهما فعلوا لن يكون طريق لهم للعودة قد يَرَوْن أثر أعمالهم وشرهم على الآخرين ولن يكون رادعًا لهم ولن يتحرك ضميرهم لذلك إن تكرار ما فعلوا بالنسبة لهم شيء محبب وأمر بسيط.
-لا يتحملون مسؤولية ولا يلقون بالاً لراحة بال الآخرين.
-يتغذون على المآسي والأزمات، بمعنى أنهم يسعدون بالمشاجرات والفضائح والفواجع وانتهاك حقوق الآخرين.
-يتفاخرون بخداع الآخرين.
- علاقاتهم قصيرة المدى.
-يعيشون في عالم خيالي يسيطر عليه الوهم.
ومع هذه المعرفات يجب أيضاً استخدام الحدس الذي يعتبر (رادارًا) حقيقيًّا للإنسان، واليقظة والحرص والانتباه وتقصي الحقائق.
وهذا المقال ليس دعوة لسوء الظن في الآخرين ولكن هو دعوة صريحة للحذر فنحن لا نعيش في مدينة فاضلة. وعمر الفاروق رضي الله عنه يقول: (لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يخدعُني).
الزبدة:
لا تخش عدواً يجاهرك بالعداوة، بل احذر صديقاً يتملقك