حمّاد السالمي
* كيف تستغل (الزوجة السعودية)..؟ هذه خطوات أو توصيات ونصائح تدور مكتوبة ومصورة ومدونة بشكل مكشوف على وسائل التواصل الاجتماعي، بين عدد من عديمي الأخلاق من مواطنين عرب من المقيمين بيننا، ومن آخرين يتطلعون إلى الإقامة؛ لكسب الفرصة، وتحقيق الثروة، باستغلال سعوديات يقبلن الزواج منهم. لكل العرب وغير العرب المقيمين بيننا كل التقدير والاحترام، ما عدا هذه الشراذم التي تفكر بهذه الطريقة الوخيمة.
* المقصود بكل ما يدور في هذه الحلقة المخجلة حقيقة؛ هو (المواطنة السعودية المتزوجة بغير سعودي). والموضوع بمجمله هو كيفية الاستفادة من التسهيلات الرسمية وغير الرسمية؛ التي تعطى للمواطنة السعودية في مجالات كثيرة، ومنها العمل في كافة المجالات، وخاصة التجارية منها. والمستفيد أو (المستغل) بوضوح؛ هو (الزوج غير السعودي).
* هناك أصدقاء من المتابعين الغيورين على وطنهم وبنات وطنهم؛ نبهوني إلى هذا التناول القميء المفضوح على أكثر من وسيلة للتواصل الاجتماعي. كنت مترددًا في عرض هذه القضية؛ لولا أن كشف وفضح هذه النماذج السيئة؛ هو مطلب ملح، وواجب وطني وأخلاقي، لكي نحذر منهم، فهم وإن كانوا لا يمثلون إلا أنفسهم؛ يشكلون خطرًا على بلدانهم ومجتمعاتهم أولاً، وعلى بلدنا.. إذا تمكنوا مما يريدون وما يخططون ويسعون إليه. وحتى يتنبه المواطنون والمواطنات؛ إلى مزلق خطير قد تتعرض له بناتنا في حالة الزواج من غير سعودي، ثم.. وهذا هو لب الموضوع.. لكي نعرف تحديدًا ما الجهات المعنية- أمنية كانت أو تجارية وغيرها- ما يتوفر (نظامًا) من احترازات تحمي التسهيلات والتراخيص التي تحصل عليها المواطنة السعودية، وبالأخص (السعودية المتزوجة من غير سعودي).
* لست ضد زواج السعودية من غير سعودي، ولست ضد عمل المرأة في القطاعين العام والخاص، ولست ضد منح المرأة الترخيصات والتسهيلات التي تعطى لها، وأن تملك سجلات تجارية، وأن تكون قائدة ومستثمرة في السوق، بل تشكر الدولة التي سهلت توظيف المرأة ومنحتها الثقة الكاملة في الإدارة العامة والخاصة، فهي جديرة بهذا، وأثبتت كفاءتها ونجاحها في ميادين كثيرة. نحن بحمد الله تجاوزنا هذا كله، وأصبحت المواطنة السعودية شريكة في البناء والنماء؛ جنبًا إلى جنب مع الرجل. أين المشكلة إذن..؟
* المشكلة التي أظهرها الله على ألسنة من لا أخلاق لهم؛ تكمن في استغلال هذه التسهيلات لصالح من..؟ لصالح من هو (زوج للسعودية)..! أو من يسعى ويخطط لأن يصبح في منزلة الزوج المؤقت، حتى يحقق ما يريد من ثروة باسم (الزوجة السعودية)، وعلى حساب هذا الارتباط المقدس الذي لا يرعاه هؤلاء ولا يحفظونه، وإنما هو محطة نفعية لا أكثر. هكذا ظهر من تدويناتهم وتغريداتهم المخجلة، حتى أخذ البعض دور المخطط والناصح الذي يدعي أنه مر بتجربة أو أكثر ناجحة، ويرسم ويخطط لأبناء بلده طريقة الكسب والانتفاع والاستغلال بـ(الزواج من مواطنة سعودية).
* كيف تتملص من رسوم الإقامة في المملكة؛ وتصبح رجل أعمال تمارس التجارة والبيع والشراء مثلك مثل أي مواطن سعودي..؟ ما عليك سوى الزواج من مواطنة سعودية، لتحصل على سجل تجاري باسمها، وتعفى من كافة المطالبات الأخرى، وإذا جمعت المال الكثير، عد إلى بلدك، واترك كل شيء وراءك. حتى الزوجة المحترمة..! ويفصح آخر عن هدفه من الزواج من سعودية، وأنه ينحصر في الحصول على سجل تجاري باسمها، ثم الهرب إلى بلده بعد توريط الزوجة في الديون..! وثالث يقول: لا تتردد نهائيًا؛ إن وجدت مواطنة سعودية تتزوجك كيف ما كانت وبنت من تكون وكيفما كان جمالها، فهي الحل الوحيد لك من الرسوم والقرارات القادمة. لا تتردد أن تكون زوج مواطنة..! هذا قليل من كثير من المحادثات المتبادلة بينهم على (الواتس أب والتويتر) بكل سفالة ووقاحة. وبعض هذا الذي يدور بينهم؛ تستحي أن تقرأه، عوضًا عن نقله وعرضه للتدليل على الحالة.
* نحن نعرف أن هناك أنظمة مرعية تختص بحالة زواج السعودية من غير سعودي، وأخرى تضبط عمل المرأة ومنحها تراخيص وسجلات للتجارة وغيرها، ولكننا نود فقط أن نطمئن إلى أن هذه الأنظمة؛ فيها من التحريز والتقييد ما يكفي لحماية (المواطنة السعودية المتزوجة من غير سعودي). حمايتها من الابتزاز والتوريط والاستغلال، خاصة وهو يظهر اليوم على ألسنة سفلة، همهم الوحيد من العلاقة الزوجية؛ الانتفاع المادي، وتجيير التسهيلات للسعوديات لمصالحهم فقط.
* أتطلع إلى معرفة ما يختص بهذا الأمر لدى الجهات المختصة في وزارة الداخلية، ووزارة التجارة، ووزارة العمل. وهل يحق للسعودية المتزوجة من غير سعودي؛ الحصول على سجل تجاري وتسهيلات يستفيد منها الزوج غير السعودي..؟ وهل يحق للسعودية التي تملك سجلاً تجاريًا وتسهيلات نظامية؛ الانتفاع بها بعد زواجها من غير السعودي..؟
* إن في التصريح والتوضيح حيال هذه الحالة؛ فوائد جمة للجميع رجالاً ونساءً، وحتى لمن يسعى ويخطط لتشويه صورة المواطنة السعودية، وأنها سلعة تباع وتشترى بسجل تجاري وتسهيلات إقامة لا غير.