أتذكر أيام طفولتي في عهد مضى ونحن نزور بعض الأقارب، ألاحظ أحد كبار السن يجلس بجوار الراديو (حجم كبير) صباحاً مُصغياً ومستمعاً لنشرة الأخبار من إذاعة (لندن) وكان لها شنآن في تلك الأيام، والآخر يقرأ الجريدة ويتابعها ويحرص على قراءتها كل صباح، يقرأ العناوين ثم يكمل قراءتها مساءً، بينما والدي (رحمهم الله جميعاً) لديه مكتبة صغيرة يقرأ فيها كتب التفسير والحديث الشريف وبقية الكتب الدينية، حيث كان إماماً وخطيباً في أحد المساجد، وعلى ذكر الجريدة والصحافة فأنا أشيد بجريدة (الجزيرة) الغراء وبدعمها السخي للقراء وتشجيعهم لاحتوائها والمشاركة في اقتنائها بثمن بخس.. فهي جريدة شاملة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً ورياضياً - وتطل علينا كل عام بمناسبة (ذكرى اليوم الوطني) للمملكة بعروض مميزة ومشجعة للغاية للاشتراك في الجريدة - ولا شك أن الصحافة هي (مهنة المتاعب) وتعاني كثيراً في الآونة الأخيرة بسبب التقنيات الحديثة والاكتفاء بها والاستغناء عن الجريدة، ولكن القارئ الذي يستمتع بالقراءة لا يستغني عن الكتاب والجريدة المفضلة، فالصحافة لا تزال لها متابعوها فجريدة (الجزيرة) استطاعت أن تحافظ على قوتها وتفرض وجودها لما هي عليه من احتواء الكتاب البارعين والمفكرين المتمكنين في السياسة والاقتصاد والرياضة، ولوجود قيادات فكرية ومهنية راقية تمكّنت أن تكون من أوائل الصحف السعودية، فبارك الله بالقائمين عليها دون استثناء وعلى رأسهم عميد الصحافة الأستاذ خالد المالك.
أسأل المولى أن ييسر أمركم وأن يزيل العقبات أمام طريقكم، أحييكم باسم كل القراء.. دمتم في رعاية الله.
** **
مكة المكرمة - العزيزية