يتم التعريف بحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية -ومن ضمنها حقوق المرأة- وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي، والذي يُفسره مناصرو ذلك التعريف بأن التعاليم الدينية أعطت لكل من الجنسين حقوقاُ وواجبات تتناسب مع طبيعته الفسيولوجية والنفسية. شجع الإصلاحات في المؤسسات الدينية، والتعليم، التي تمثل الإسلام المحافظ، ومنها منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية وحق التعيين في مجلس الشورى ونفِّذ حيث أصبح 30 % من مجلس الشورى نساء
كشفت بيانات للبنك الدولي عن تنامي دور النساء في مجال المال والأعمال بدول الخليج، وذكرت البيانات أن 14% من المؤسسات العربية تملكها سيدات أعمال فيما تشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي حجم ما تملكه سيدات الأعمال في المملكة العربية السعودية يتجاوز 45 مليار ريال في البنوك السعودية كما تبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو 120 مليار ريال كما أن 20% من السجلات التجارية في المملكة بأسماء نساء.
تشكل المرأة 14.11 في المائة من القوى العاملة في المملكة العربية السعودية، وتبلغ نسبة مشاركتها في قطاع الدولة 30 في المائة، وفي قطاع التعليم في الدولة 84.1 في المائة، وأن 40 في المائة من نسبة الأطباء السعوديين من النساء، وأكثر من 20 في المائة من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية المشتركة تعود إلى النساء، وتملك سيدات الأعمال السعوديات نحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة. وتبلغ نسبة استثمارات النساء نحو 21 في المائة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص في المملكة، وإجمالي عدد السجلات التجارية المسجلة بأسماء سيدات أعمال نحو 43 ألف سجل في مختلف مناطق المملكة. وتمتلك سيدات الأعمال السعوديات نسبة تصل إلى 75 في المائة من مدخرات المصارف السعودية، ويبلغ حجم الاستثمارات النسائية نحو 8 مليارات ريال، وتبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو 120 مليار ريال، وهناك إقبال كبير من المرأة السعودية على استخراج السجلات التجارية والتوجه الاستثماري في جميع المجالات وخاصة العقارية والأسهم التي كانت حكرا على الرجال سابقا.
في 12 ديسمبر 2014م صدر أمر ملكي ينص بأن تكون المرأة عضواً يتمتع بالحقوق الكاملة للعضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة (20%) من مقاعد العضوية كحدٍ أدنى. ويضم المجلس الحالي في عضويته (30) امرأة من أصل 150 عضوا هم مجموع أعضاء مجلس الشورى السعودي. كما أُقرت مشاركة المرأة في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية ، والتي كانت في عام 2015م. والمرأة السعودية تشغل مناصب عليا في الوظائف العامة، وأصبحت شريكاً مهمًا في العديد من الهيئات والجمعيات الأهلية: كالغرف التجارية، والأندية الأدبية، وجمعيات الخدمات الاجتماعية.
وهناك عديد من الأسماء البارزة من النساء السعوديات اللاتي حقّقن إنجازات علمية وعملية على المستويين المحلي والعالمي، ومنهن - على سبيل المثال لا الحصر -: المهندسة مشاعل بنت ناصر الشميمري؛ التي عُيّنت كأول مهندسة سعودية تعمل في مجال تصميم الصواريخ بوكالة ناسا الأمريكية لدراسات الفضاء، والكيميائية البروفيسورة غادة بنت مطلق المطيري؛ التي تمكنت من تطوير جهاز جديد يستطيع حمل الدواء إلى النقطة المصابة بالالتهاب في داخل جسم الإنسان، ويعمل على اختراق الجسم لعلاج الالتهابات دون الحاجة إلى جراحة، وحصلت على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية «H.I.N.»؛ كونها صاحبة أفضل مشروع بحثي يعتمد على النانو تكنولوجي من بين عشرة آلاف بحث، والدكتورة حياة بنت سليمان سندي؛ التي عملت على اختراع مجس للموجات الصوتية والمغناطيسية، يمكن من خلاله تحديد الدواء المطلوب لجسم الإنسان، كما يساعد رواد الفضاء على مراقبة معدلات السكر ومستوى ضغط الدم في أجسامهم، وتسلمت الدكتورة ثريا عبيد؛ المرشحة الرسمية للمملكة منصب وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والدكتورة خولة بنت سامي الكريع؛ كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصُّصي ومركز الأبحاث بالرياض وعضو مجلس الشورى الحائزة وسام الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى في 26 المحرم 1431هـ، والدكتورة سلوى الهزاع؛ التي تشغل منذُ عام 1997م رئيس قسم العيون بمستشفى الملك فيصل التخصُّصي؛ وهي واحدة من النساء البارزات والأكثر تأثيراً في مجال تخصُّصها في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، وكانت من ضمن النساء اللواتي تمّ اختيارهن ليمثلن المرأة السعودية في مجلس الشورى في عام 2013م.
قد أثبتت خطط التنمية في المملكة العربية السعودية على زيادة مجالات فرص عمل المرأة السعودية، وزيادة إسهاماتها في سوق العمل بما لا يتعارض مع أطر الشريعة الإسلامية، حيث تتيح هذه الخطط أهمية قصوى لتنمية الموارد البشرية عبر التأكيد على مشاركة المرأة السعودية بقوة في سوق العمل، سواء كانت من حملة المؤهلات العلمية بشكل عام، أم من حملة المؤهلات العليا والفنية بشكل خاص.
كما أن المرأة السعودية برزت في المجال السياسي والديبلوماسي، حيث اختيرت الدكتورة ثريا عبيد لرئاسة صندوق الأمم المتحدة للسكان، والذي يلعب دوراً جوهرياً في معالجة قضايا الأسرة والسكان في العالم، كما حصلت على جائزة حقوق الإنسان لدعوتها الصريحة لإنهاء التمييز والعنف ضد النساء والفتيات والاحترام الكامل لحقوق الإنسان.
و عدا عن ذلك فقد برزت المرأة السعودية في مجالات العمل التطوعي والإنساني، من خلال العمل في مواسم الحج، والأزمات كفترة الحرب الإسرائيلية على لبنان.
لا يتوقف اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقها الله، على تمكين المرأة في المجالات المختلفة فحسب؛ بل تكريمها أيضاً في المحافل والمهرجانات، حيث سلّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد خطاه في فبراير 2018م، خلال حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى للدكتورة خيرية السقاف؛ تكريماً لإنجازاتها الأكاديمية والإعلامية والأدبية والثقافية، ويعد هذا التكريم، تكريماً للمرأة السعودية.
سائلين الله الهداية والتوفيق للجميع للصالح العام