(ما عاد فيه كويت ولا سعودية، فيه بلد واحد، يا نعيش سواء يا ننتهي سواء. لن أغير موقفي) من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- التي لا تنسى.
مَنْ يقرأ التاريخ لا يستغرب تلك العلاقات القوية التي تربط المملكة بدولة الكويت؛ وتلك العلاقات تعتبر قديمة جداً، وتمتد إلى تأسيس الدولتين، أي منذ أكثر من عقدين من الزمن وتوصف بالعلاقات المتينة والمتميزة على المستويات الرسمية والشعبية. وقد أكد هذا الكثير من التصريحات التي صدرت عن قيادة البلدَيْن ومسؤوليها التي تعني روابط الدم والدين واللغة والمصير المشترك وتجانس الأسر والمصاهرة وحسن الجوار وتلك علاقات يقل وجودها بين أي من بلدان العالم ومما يؤكد قوة تلك العلاقات الموقف الشامخ الذي وقفه الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز إلى جانب بلاد الكويت حينما غزاه الرئيس العراقي صدام واستحله ومن أجل تحرير الكويت واستعادته من يد الغاصب دعت المملكة بل استنهضت العالم بأسره لطرد صدام من أرض الكويت فترأست الدعوة إلى التحالف الأممي الذي تألف من عدة دول عربية وأوربية وعلى رأسها أمريكا ففتحت المملكة أراضيها لتكون المكان لهذا التجمع لمؤونة محاربة صدام من طائرات ودبابات وصواريخ وخلافها بل إن المملكة فتحت ذراعيها للإيواء الكويتيين ليعيشوا بها انتظارًا لتحرير بلدهم من هذا المعتدي وبفضل الله وثم الجهود المضنية التي بذلتها المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- حررت الكويت وعاد أهلها إليها فرحين مستبشرين شاكرين للملكة ما قامت به من جميع الوجوه داعين لها باستمرار الأمن والأمان والازدهار وقد لا يخفى على المطلعين والمستعرضين للتاريخ العبارات الجميلة التى نسبت للملك فهد حينما قال: ما عاد فيه كويت ولا سعودية، فيه بلد واحد، يا نعيش سواء يا ننتهي سواء. هذا القرار الذي اتخذته (قرار المشاركة في تحرير الكويت)، ولا فيه أي سعودي إلا واتفق معي على نفس القرار، يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي الكويت والسعودية. لا يمكن تنتهي واحدة وتبقى الثانية». مضيفًا: «إذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية». وما تلك العبارات إلا تاج على رؤوس السعوديين برمتهم وفي مقابل هذا نرى شهادات حكام الكويت تتوالى ومنها قال: أمير الكويت الراحل، الشيخ جابر الصباح -رحمه الله-، في مجلس التعاون الخليجي بعد التحرير 1991م أمام القادة الخليجيين: «اسمحوا لي أن أقول كلمة حق للتاريخ. إن اجتماعنا في الكويت وفي التاريخ المحدد له، قد تحقق أولاً بفضل الله، ثم بفضل أخي الملك فهد وولي عهده وإخوانه وشعبه الشقيق؛ لوقفتهم التي اتخذوهاوالتضحيات الكبرى التي تحملوها، والموقف الخطير الذي عرَّضوا بلدهم وشعبهم له» وقال: الشيخ سعد الصباح، ولي عهد الكويت الراحل، «شاهدت الملك فهد وهو مجتمع مع أربعة أو خمسة رؤساء، وهم في جدال مع الملك فهد أن يغير من رأيه، وقال لهم لا تحاولون أن أغير رأيي تعود الكويت أولاً لأهلها.. هكذا كان الموقف الصلب والرؤية الشامخة للملك فهد -رحمه الله- ولهذا سيشهد التاريخ للموقف الشجاع الذي وقفه الملك سلمان -حفظه الله- من تحرير اليمن الشقيق من براثن الحوثيين الممثلين للمرتزقة حثالة الفارسيين في إيران وحزب الشيطان متخذًا الحزم والعزم عنوانًا للتحرير وسيتم -بإذن الله- ما أراده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده -حفظهما الله- وسدد خطاهم.