«الجزيرة» - محمد الغشام:
حذَّر الدكتور عبدالله الذيابي طبيب الباطنية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض من جرثومة المعدة؛ إذ تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المعدة، مبينًا أن الطعام المالح يسهم في طول بقاء البكتيريا في المعدة؛ وهو ما يؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان المعدة.
وجرثومة المعدة هي بكتيريا، يحملها أكثر من 80 % من البالغين عمر 50 سنة فما دون، وأغلب الأطفال دون عمر 10 سنوات، خاصة من سكان الدول النامية. وتزيد احتمالية الإصابة بهذه الجرثومة لعوامل عدة، أهمها الازدحام في المسكن، ومشاركة فراش النوم مع الآخرين، والعدد الكبير لأفراد الأسرة، والسكن مع المصابين، وتلوث الغذاء والماء.
وأضاف الدكتور الذيابي: يصيب هذا الالتهاب البكتيري المعدة، ويعد الالتهاب البكتيري المزمن الأكثر انتشارًا بين البشر؛ إذ يصيب مختلف الفئات والأعمار. وتقدر الإحصائيات أن قرابة نصف سكان العالم يحملون هذه البكتيريا. وفي الدول النامية غالبًا ما يحدث الالتهاب في مراحل عمرية مبكرة مقارنة بالدول الأكثر تقدمًا.
ولا يعاني حامل هذه الجرثومة في الغالب أيَّ أعراض، وقد يصاب البعض بالتهاب حاد أو مزمن أو قرحة في المعدة، عبارة عن آلام في أعلى البطن، يصاحبها غثيان واسترجاع. ومن الأعراض الممكنة الشعور بالشبع بسرعة، وأحيانًا الإحساس بالخمول، وتغيُّر في لون البراز إلى الأسود الداكن. ومن أهم مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة الإصابة بأورام المعدة والغدد اللمفاوية بها. ومن غير المعروف سبب إصابة البعض دون الآخر بهذه الأعراض.
ومن طرق تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة: اختبارات التنفس أو البراز، وإجراء منظار علوي، وعمل التحاليل اللازمة لعينة تؤخذ من المعدة. كما أن أدوية حموضة المعدة والمضادات الحيوية تؤثر في نتائج هذه التحاليل؛ لذا ينصح بإيقاف أدوية الحموضة قبل عمل التحليل بأسبوع إلى أسبوعين، وكذلك عمل التحاليل بعد 4 أسابيع من إيقاف المضادات الحيوية.
ولعدم وجود أعراض مصاحبة لأغلب المصابين بهذه الجرثومة على كثرة عددهم يوصي الأطباء بإجراء التحاليل التشخيصية في حالات معينة، أهمها وجود قرحة أو أورام المعدة في مراحل مبكرة، وكذلك أورام الغدد اللمفاوية بالمعدة. وما زال الإثبات العلمي لعمل التشخيص في حالات أخرى غير مرجح، مثل حالات عسر الهضم في الفئة العمرية دون الـ 60 سنة، ومن دون أعراض منذرة، وكذلك حالات فقر الدم بسبب نقص الحديد غير معروف السبب.
ويتم علاج المصابين بجرثومة المعدة باستخدام مضادات حيوية وأدوية الحموضة للتعافي من قرحة المعدة، ويتم تناول الأدوية لمدة أسبوعين، وأحيانًا تكون الجرثومة مقاومة للمضادات المعتادة؛ وهو ما يضطر المصاب لاستخدام نوع آخر من المضادات. ومن الضروري في هذه الحالة إجراء تحاليل للنفس أو البراز للتأكد من التخلص التام من الجرثومة بعد الانتهاء من استخدام الأدوية.