حميد بن عوض العنزي
نعيش اليوم طفرة أرقام وبيانات ومعلومات لدى كثير من الجهات، وهذا أمر جيد عندما يكون بلا مبالغات وبما يستند على حقائق وبما يدعم كل التوجهات التنموية، وهذا أمر مهم يجب أن تعيه كل جهة، لأن أي رقم يعلن هو يمثل انطلاقة لأحد المؤشرات المستقبلية وبالتالي مهم أن يكون هناك ما يشبه الحوكمة لكل ما يعلن، وأن تكون هناك جهات تتابع وتدقق كل ذلك، لاسيما الوعود التي ترد كثيرًا على لسان بعض المسؤولين، حتى وأن كان مصدرها التفاؤل إلا أن الرقم حين يعلن يجب أن يكون دقيقًا وقابلاً للمتابعة والقياس.
هيئة الإحصاءات واحدة من أهم الجهات التي تملك معلومات يفترض أنها دقيقة وأرقامها محل ثقة باعتبارها الجهة المعنية، نسمع جهات كثيرة تعلن أرقام وإنجازات، وبالطبع كل جهة تقول إنها حققت النجاح الكامل، الأهم أن نسمع من هيئة الإحصاءات التي يجب عليها كجهة مخولة ومحايدة أن تقول الحقيقة مجردة، وأن يكون لها أدواتها التي تتأكد من خلالها من صحة ما ينشر من أرقام، باعتبار أن المعلومة الصحيحة هي أساس لكثير من القرارات والتوجهات المستقبلية سواء على مستوى القطاع الحكومي أو حتى القطاع الخاص الذي نعلم أن بوصلة الاستثمارات فيه تتجه وفقًا لمحددات مهمة أولها الأرقام والإحصاءات التي يفترض أن تكون محل ثقة حينما تعلنها الهيئة.
اليوم ومع تطبيق كثير من الجهات متطلبات الحكومة الإلكترونية أصبح لدينا كم هائل من المعلومات خصوصًا مع الربط الإلكتروني لكل الأنشطة والخدمات، وهذه المعلومات والبيانات تمثل ثروة مهمة جدًا للتخطيط ويمكن استثمارها بأشكال كثيرة وبصور متعددة بل إن العالم اليوم يشهد نموًا في تجارة البيانات، والتي لم تعد بيانات جامدة كما في السابق بل أصبحت حية تخلق منها منتجات تسهم في تحسين الخدمات وتحديد الاحتياجات بشكل دقيق.