جدة - صالح الخزمري:
يواصل معرض جدة الدولي الرابع للكتاب حراكه النشط وسط إقبال جماهيري كثيف وحركة شرائية عالية، فالفعاليات الثقافية وورش العمل وتواقيع الكتب كانت عامل جذب إضافة إلى الحركة الشرائية من دور النشر، وكان للتنظيم الرائع وتكامل الجهات المعنية الدور الأكبر في إنجاح المعرض، واللجنة الإعلامية تضطلع بدور كبير من خلال التواصل مع وسائل الإعلام والمحررين.. وقد حازت على ثناء العديد من وسائل الإعلام، نظير الجهد اليومي الذي تقدمه لممثليها بتسهيل مهامهم، أو من خلال بث الرسائل اليومية باستخدام كافة وسائل الاتصال لضمان وصول أخبار وتقارير وأحداث المعرض أولاً بأول، حيث وصل عدد الذين قاموا بمشاهدة الحساب الرسمي للمعرض على موقع التواصل تويتر، مليون و900 ألف مشاهدة، التي تنوعت في محتواها بين الصورة، والفيديو، والمواد الإعلامية.
فيما بلغ عدد القنوات التلفزيونية التي شاركت في نقل فعاليات المعرض 10 قنوات تلفزيونية منها 3 محطات محلية، بالإضافة إلى عدد 5 محطات عربية، ومحطتين عالميتين، قامتا ببث ما يقارب 288 رسالة حول مختلف فعاليات المعرض حتى الآن.
وعلى صعيد الإذاعات فقد تم بث 750 رسالة إذاعية حتى الآن، تناوب على إرسالها عبر الأثير عدد 5 إذاعات.. وحظي المعرض بمشاركة 12 صحيفة ورقية في تغطية أحداثه، من خلال نشر 576 خبراً، كان للجنة الإعلامية برئاسة عبدالخالق الزهراني، حيث يشهد المعرض مشاركة كبيرة من قبل الصحف الإلكترونية التي بلغ عددها 85 صحيفة إلكترونية قامت بنشر 2550 مادة صحفية تنوعت بين الخبر والتقرير والاستطلاع، مصحوبة بصور غطت معظم أجزاء المعرض وفعالياته، ولم تغب وكالات الأنباء عن تغطية معرض كتاب جدة بتواجد وكالة الأنباء السعودية، ووكالة الأنباء الألمانية المتخصصة في تغطية الفعاليات والأحداث الرسمية حول العالم.
ومن خلال رصد يوميات المعرض كانت لنا هذه الإطلالة بدءًا من ركن جامعة الملك سعود، حيث أبرزت الجامعة أحدث إصدارات الكراسي البحثية في مختلف المجالات العلمية والإنسانية والهندسية والصحية، وذلك في ظل الدور الثقافي والعلمي الذي تقوم به الجامعة ممثلة في وكالة عمادة البحث العلمي للكراسي البحثية، حيث تأتي المشاركة في إطار تعزيز منظومة البحث العلمي وإنتاج بحوث إبداعية تخدم المجتمع، حيث اشتمل جناح وكالة عمادة البحث العلمي للكراسي البحثية على عرض أكثر من 136 عنوانًا تمثل أحدث إصدارات ومخرجات الكراسي البحثية، إذ يشارك مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها بعناوين بلغت 19 عنوانًا، وكرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة بأربعة عناوين، كما شارك كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها بتسعة عناوين وكرسي المهندس عبدالمحسن الدريس للسيرة النبوية بستة عناوين.. وشارك كرسي الأدب السعودي بعدد 89 عنوانًا وكرسي تقنيات وتصنيع التمور بسبعة عناوين من إجمالي 680 كتابًا؛ فيما شهد الجناح زيارة عدد من الأكاديميين ورجال الفكر والأدب والثقافة والباحثين ومختلف شرائح المجتمع.
في حين جذب جناح الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» زوار المعرض وذلك عبر أنشطتها وبرامجها التوعوية في إطار حماية النزاهة وإشاعة مبدأ الشفافية ومكافحة الفساد، إذ يتيح جناح «نزاهة» للزوار التعرف الهيئة واختصاصاتها وأهدافها ومنجزاتها عبر شاشات عرض ذكية، إضافة إلى عرض عن آلية تقديم البلاغ والتعريف بالتطبيقات الذكية وعرض أفلام توعوية قصيرة من إنتاج الهيئة، حيث تأتي مشاركة الهيئة في إطار تنفيذ ما ورد في الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد بالمملكة العربية السعودية، من الإسهام في الجهود التوعوية المبذولة في سبيل حماية النزاهة ومحاربة الفساد، وتنمية الشعور بالمواطنة، وبأهمية حماية المال العام، والمرافق، والممتلكات العامة.
ومن أبرز الفعاليات المصاحبة مسرحية (ألف ليلة ونص), حيث اعتبر مخرج المسرحية، خالد الباز, أن محتوى المسرحية يتماشى مع الفكر الحالي بالتوجه إلى تشجيع الأطفال على القراءة والاطلاع وأيضاً الاهتمام باللغة العربية, وقال الباز: إن توجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وتصريحه مؤخراً عن الاهتمام باللغة العربية ومنع المصطلحات الأجنبية وتعزيز الهوية الوطنية, هو أمر مهم والمسرحية تصب في هذا الاتجاه نحو تعزيز الهوية الوطنية وغرسها في أطفالنا وتوجيههم التوجيه الرائع والإيجابي، وقد استثمرنا في المسرحية مشاهير (السوشل ميديا) من الأطفال ووجهناهم التوجه الصحيح.. مؤكداً على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية المختلفة مثل وزارة الإعلام ووزارة الثقافة ووزارة التعليم حتى نستفيد من هؤلاء المشاهير الموجودون بكثرة ولكن للأسف المحتوى الذي يقدمونه ضعيف، ولابد من تقديم محتوى إيجابي عبر كل الطرق والمسرح هو أهم هذه الطرق لأنه أبو الفنون.
كما تحدث الباز عن نجوم المسرحية، قائلاً: من خلال رنا الفرج وولاء السحيم وفيصل الأسمري وهم النجوم الأطفال المشاركين.. وأضفنا معهم بعض النجوم الشباب للعمل معاً ومنهم الفنان محمد علي, وتم توظيفهم وتقديمهم بشكل جيد من خلال هذه المنصة في مسرح معرض الكتاب الدولي الرابع للكتاب في جدة، ونحن نشكرهم على هذه الاستضافة ونقدر جهودهم الرائعة معنا.. وأحب أن أوجه رسالة وهي يجب أن يكون هناك اهتمام بالمسرح أكثر من الوضع الحالي, وفي معرض الكتاب منحنا عرضين وكنا نتمنى أكثر, أنا واثق -بإذن الله- في المستقبل القريب سيكون لدينا فرصه أكبر في ظل العدد الكبير من الجماهير وتفاعلهم والذي يدل على وعي الجمهور وتطور ذائقته.. كاشفاً الباز عن عروضهم القادمة بقوله: لدينا عرض في مدن الرياض وحائل والمدينة المنورة، وهذه المسرحية مشروع مسرحي نتمنى أن ينمو أكثر وأكثر ويستمر، مختتماً حديثه بتوجيه الشكر لوكالة الثقافة.
وعبر جولة بمعرض جدة الدولي للكتاب والوقوف على بعض دور المشاركة لمسنا الارتياح الكبير لدى المشاركين سيما في ظل الحركة الشرائية الكبيرة التي يشهدها المعرض، مرجعين ذلك إلى ما لمسوه من تنظيم وانسيابه ومرونة اتصف بها منظمو المعرض هذه السنة والتي فاقت -على حد قولهم- السنوات الماضية، إذ تحدث بداية حسن ياغي (دار التنوير) بقوله: «في الحقيقة نحن في دار التنوير نحرص دائماً على المشاركة في معرض جدة للكتاب خاصة وأن زواره يمتلكون ذائقة مميزه في اختيار الكتب والقراءة، مضيفاً المعرض يتزامن مع أجواء جميلة وطيبة.. مبيناً ياغي أن المعرض هذا العام يشهد قدراً من التسهيلات وبشكل ملفت، تجلت في موضوع الرقابة، وما اتسم به من مرونة، وكذلك أضحى التعامل أكثر انفتاحاً ورحابة دون أي مشاكل.
فيما عدّ رمزي بن رحومة (دار مسكيلياني) معرض جدة الدولي للكتاب إضافة نوعية للثقافة في المملكة العربية السعودية وقال: «إن كان معرض الرياض قد كرس ثقافة تقاليده، فقد جاء معرض جدة ومنذ السنة الأولى مكرساً هذه الثقافة والتي تجلت في زيادة دور النشر وباطراد.. مشيراً بن رحومة إلى زيادة عدد دور النشر حالياً؛ وقال: لو لم يكن هناك مردود جيد لما زاد عدد المشاركين، مضيفاً: «تميز المعرض بالتنوع فهناك دور نشر وموزعون، الأمر الذي نفتقده في المعارض الأخرى وهذا يُعد إثراءً لمعرض جدة للكتاب إلى حد كبير؛ ولا أنسى التنظيم الذي يزداد تحسناً عن الأعوام السابقة.
وحول تجهيز المواقع وإمدادها بما تحتاج قال عمر إشبارو (الدار العربية للعلوم ناشرون): استلمنا المواقع وما تحتاجه من تجهيزات في الموعد دون تأخير، إضافة إلى مرونة وانسيابية إيصال الكتب دون عوائق تُذكر، واصفاً المعرض بالمتميز، وهو الأمر الذي أيده عليه ناصر رجب (دار ابن حزم)، الذي قال: ما تفضل به إشبارو صحيح المعرض يسير بوتيرة جيدة «فلا عقبات ولا صعوبات، إلى جانب توفر جميع المستلزمات التي تحتاجها دور النشر بكل يسر وسهولة وسرعة»، ونقدم شكرنا للمنظمين الذين يعود لهم الفضل في ذلك.
في حين رأى محمد خضر (دار الشروق) أن فكرة تزامن افتتاح المعرض مع الإجازة بمثابة الفكرة الممتازة معبراً عن سعادته بالمشاركة وللسنة الرابعة على التوالي، مضيفاً: «للأمانة يعد معرضاً منظماً جداً، ومع كل سنة يكون هناك تلافٍ لسلبيات الأعوام السابقة».
فيما شكر جاسم اشكناني (بلاتينيوم) منظمي معرض كتاب جدة على جهودهم، لافتاً إلى مشاركة الدار المستمرة في المعرض وقال ألاحظ تميزه في كل عام عن العام الذي قبله.
أما إيهاب القيسي (دار المدى) فتمنى التوفيق للمعرض في دورته الحالية.. مشيداً بما يشهده من «تنظيم جيد، وكادر ومنظمين فوق الوصف، مما يعطي انطباعاً جيداً «.
من جانب آخر قال «توماس قولدنيتس»: في البداية أود أن أبدي إعجابي الشديد بطريقة إحداث هذه المنشأة الجميلة للمعرض وطريقة توزيع دور النشر بصورة سلسة، كما أعجبني أيضاً الحضور اللافت للزوار من العائلات وأن حضورهم ليس للفرجة فقط، بل لشراء الكتب وهذا يعني أن المجتمع السعودي مجتمع مثقف ويقرأ بصورة ممتازة.. مشيداً بحسن التنظيم الأمني والإداري للمعرض، وبالأجواء المصاحبة له، مضيفاً: إن موقع هذا المعرض في المكان المجاور للبحر يزيده تألقاً وحضوراً، وتمنى أن يشاهد دور نشر سعودية في ألمانيا -حيث يعمل- وفي العديد من الدول العالمية المتقدمة لجدارتها بذلك، مختتما حديثه بشكر كافة القائمين على المعرض وأنهم يتفانون في أداء عملهم بضمير ومحبة كبيرة لبلدهم.