محمد بن عبدالله آل شملان
إشادة منصفة لكنها لا تعادل بثمن قالها رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب بحقِّ «الإداري والمثقف والمبتكر والمتفوق والفضائي» صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -:
« إن المهم أننا اليوم لا نبني شيئاً جديداً؛ لأنه لدينا ولله الحمد مؤسسة مستقرة ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي جعل لها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان مكانة معروفة في العالم كله عبر منتجاتها وإنجازاتها الكبيرة». هكذا تحدث أحمد الخطيب معلناً تقدير إنسان هذا الوطن لجهود رجل وطني احترف الإنجاز والعمل في الأنشطة والبرامج والمشروعات الوطنية المعنية بالسياحة والتراث.
ومع ما في هذه الكلمات من تقدير لجهود الأمير سلطان بن سلمان، إلا أنها أنارت لنا على جهود عظيمة تُبذل في بناء المنجز الوطني السياحي والتراثي المتميز، لا تبدأ عند الإشراف على المتاحف، ولا تتوقف عند إعادة ترميم القصور والمساجد التاريخية، والاهتمام بقطاع الإيواء، والتراث العمراني، ولا تستثني المواقع التي تنضم للائحة التراث العالمي اليونيسكو كل عام، والمستويات المتقدمة في نظم المعلومات والتطوير الإداري.
وها نحن اليوم في مرحلة قطف الثمار بإطلاق التأشيرات السياحية الإلكترونية ولله الحمد التي سيتم التوسع مستقبلاً فيها بشكل أكبر، كما أنَّ مشاريع البحر الأحمر والقدية والمنطقة الجنوبية والدرعية والعقير جميعها ستكون وجهات سياحية وتراثية مفضَّلة ذات قيمة وفوائد كبيرة على الوطن، سواء بالاستمتاع بالسياحة فيه، أو توليد فرص وظيفية جديدة، أو بتحريك اقتصاده، أو بفتح نوافذ جديدة للاستثمار فيه.
كان بإمكان سمو الأمير سلطان أن يضع رِجلاً على رِجل ويعيش حياته بعيداً عن كل هذا العمل، لكن «سلطان بن سلمان» الذي ورث الشرف والعز متصلاً بالعطاء الأصيل عن أصيل اختار أن يكون المتحرك الأكثر عطاءً لمشهد السياحة والتراث الوطني ومستقبلهما، وهو أمر لم يكن مستغرباً لأنَّ سموه يحمل رؤية يعمل على إحداثها عن قناعة تامة مفادها أن وطننا الحبيب (المملكة العربية السعودية) سيكون من أفضل الدول في العالم في مجال السياحة والتراث الوطني.
من هنا جاءت درجات الإنجاز والاعتزاز الرفيعة من خلال رئاسته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي خرّجت مواطنين معنوياتهم حلّت محل إحباطهم وإقدامهم على الصعاب تفوق على ترددهم واعتمادهم على الوظيفة الحكومية أو الضمان الاجتماعي بدأ ينحسر.
يقول الأمير سلطان بن سلمان في حفل الوداع الذي أقامته الهيئة بعد تعيينه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء: «نحن بدأنا منذ اليوم الأول عن قصد وليس مصادفة نستقطب المواطنين الذين يستطيعون أن يحققوا الفرق، وهذا ما حصل»، مضيفاً «إن التعب في خدمة وطنك، والتعب في تحسين أدائك في اتجاه الخدمة لوطنك وخدمة الناس، هذا يزيدك صحة وعافية وطول عمر إن شاء الله تعالى، مشيراً سموه إلى أنه الآن عاد لمقعده الصحيح، وهو «سائح»، وهذا الشيء نفسه الذي بدأت فيه قضية تراث حضارة الوطن منذ زمن.
ويشهد الذين عملوا مع سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أنه في عمله يعمل بحزم وعزم وأمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيَّده الله-، وينجز بتخطيط وإتقان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ويحب بعشق أبناء هذا الوطن الكريم لوطنهم.
كما أنَّ سموه قاد فريق عمل متمكِّن يقدَّر بـ1700 موظف بأسلوب منهجي ومنظّم بطريقة مهنية ودقيقة التفاصيل وبصماته واضحة في كل البرامج التي قام بها، ومَنْ كان هذا مرجعه وطريقه في الأداء لا يستغرب منه التفوق في الأعمال والتميز في العطاء؛ فها هو بنبرة صوته التي تبعث الهدوء أمتع الأسماع بعبارته التي سيخلّدها الزمن: «أنا اليوم لن أفقدكم؛ لأنني سأشاهدكم؛ فنحن نعتز بأن هذه المؤسسة نبعت من عرض هذا الوطن، ونعتز بأننا نعرف تماماً أرض هذا الوطن ونبضه، ومن هي هذه الأرض، أرض المملكة العربية السعودية».
ومع كلمات رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأستاذ أحمد الخطيب، يكون من المعقول والطبيعي أن نحتفي بهذه الشخصية الرائعة المُنجزة المعطاءة، وأن نقول بلسان كل سعودي اليوم: شكراً سلطان.. والتوفيق لك في تحقيق ما يفيد الوطن بمهمتك الجديدة على حرير إنجازك الفضائي المبهر.