نوف بنت عبدالله الحسين
وما الحياة إلا دروس...وما البشر إلا دروس.... وما تراكم السنين إلا حصيلة دروس نتعلم منها ونتغذى من مواقفها...فكيف نستثمر العمر في الاستفادة من دروس الحياة ودروس البشر ودروس الزمن؟!...
إن الأمر الأصعب دوماً ليس في عيش التجربة المرة بل في تكرار العيش فيه دون الاستفادة من الدروس القاسية...وبالتالي نعود إلى الصفر...ويستهلكنا الدرس المعاد دون أن نتعلّم من تلك الضربات القاسية.. فتتشكل الجروح ندوباً لا يمحوها الزمن بسبب تكرار الدرس الهش الذي نرفض استيعابه...
إن لم تستفد من تلك الدروس فأنت حتماً هدرت فرصة تعلّم تقيك من الخوض مرة أخرى في تجربة مريرة وقاسية...
والأهم أن لا تخرج من هذه الدروس مشوّهاً بل كن أكثر إشراقة فلا تهدم بنيانك بل اجعل البنيان أكثر متانة، واجعل أفكارك أكثر عمقاً، ولا تجعل للانتقام من الدروس هو ما يحركك في الحياة...
الدرس الذي يطوّرك ويجعلك أقوى هو الدرس القاسي الذي يحسن تعليمك بأن الحياة ليست بالسهولة، ولكن يمكنك أن تتغلّب على أي صعوبة مهما قست عليك الحياة، وذلك يكون من خلال التحمل والصبر والمقاومة، وأن تعيد صياغة تفكيرك وأسلوبك وتعاطيك مع هذه الدروس ومحاولة تلافيها في المستقبل، بيد أن هناك دروسا لابد من خوضها وهي دروس قدرية لا يد لك فيها سوى أن تواجهها بكل شجاعة وتتكيف معها بحسب مقدرتك...
تذكر أن الدروس القاسية ستنجلي يوماً ما، وستأتي فترة كنت تظن أنها ستستمر، غير أن طبيعة الحياة لا يمكن أن تكون على وتيرة واحدة، وبالتالي يجب عليك أن تتيقن بأن أي درس صعب مهما طال وكان متعباً، مصيره أن ينتهي، وحينها ستتبقى العبرة المنشودة، ومدى النضج الذي حققه لك هذا الدرس...
والأهم، لا تكن أسيراً لقسوة الدروس، بل ابحث عن حل يجعلك قوياً، وقادراً على السيطرة بشكل فعّال وإيجابي، واجتاز الدرس بامتياز مع مرتبة الشرف.