(حصة بنت عبدالرحمن القبيشي) والتي ليست عمةً لأبنائي فحسب!
بل إنها بمكانة الأخت والصديقة لما أعطاها الله من صفات ساميات، مع قلب يصل ويلاطف، فكم هي أليفة النفس خفيفة الروح بل إني كل ما أحببت أن أتكلم عن صفة منها فإني أحتاج (مقالا) لوحده مستقلا.. لأعطيها حقها من هذه الصفة أو تلك.. أو تعبيرا مماثلا عما فيه منها.. يرحمها ربها،
فمن يوم حلّ دخولي لأسرتها الكريمة، وقد كانت يومها بسن الزهور، لكن كان عقلها أكبر، ورزانتها أكثر.. الأعجب أنها بقيت على رتمها لم يحيدها عنه تقلّب الحياة ولم يوهنها مما لا بدّ أن يعلقها من الشوائب..كما ولم يمسّ صفاء نفسها كمد ولا كبد لما تجده فهي تربت يداها المواقف، وتبسق نفسها ما لا يطغى عليها الاغترار عند أحاد تلكم، وفي ذاتها الحلوة ما لا يبيد أثره... كانت مدرار خير حين التوسّط.. لأمر قد يحتاج إلى الشفاعة كي تنحلّ عقدته فتحمل نفسها على ما يمكن أن يقارب بين الأطراف بطريقة عجيبة تأسر الطرف العسر لأنها لا تقول بما تسمع من أحد الطرفين إلا بأسلوب جوانبه التلميح، لا التصريح أي لا تباشر في النصيحة، ولا توجّه خطاب العتاب..و إنما تملي بوجه جذاب مغرٍ للقبول، أو تسلك به طريقا يجعل وجه الخجل يغالب الطرف المقابل أن الأخذ به وأخص بهذا المضمار أسلوبها معي، فهو أحد جماليات ما أبقته فيني خالدا من ذكرياتها أو دنيانا التي قضيناها سويا، ولا غرابة إن قاربت بما تمثله لي.. كالأخت القريبة.. لتلك (لطيفة) المعشر عمّة أبنائي.. اليوم ترحل ليرحل معها عشرة وأُنس لا يُنسى. وداعا فقيدة الجميع (أم نايف) أجل، والى جنات الخلد والنعيم المقيم هناك... {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} فكما حللت بالدنيا خفيفة.. هكذا أنتِ تتركينها، لم تحملي معك من شوائب.. تعلق، أو تدعي خلفك متاعب تُرهق لكن بقيةً من أصداء بإحسان ما تركته فينا يتردد بين أجوائنا كلما ذكرناك .. بل متى بالأصل نسيناكِ!، وهل يُنسى مثلك ؟! فالحمد لله أنها إن رحلت ففي جسمها، وأما رسمها فهو باق في قلوبنا، وصفاتها ماثلة لعيوننا، عدا شخصيتها المعلّمة داخلنا وهذا الذي يبقى عزاء لها.
** **
- لولوة بنت علي المطلق