انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود يوم السبت الموافق 15-4-1440هـ وصلي عليه صلاة الميت عقب صلاة العصر يوم الأحد 16 ربيع الآخر 1440هـ الموافق 23 ديسمبر 2018 بجامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، وقد تقدم المصلين عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وعدد من الأمراء، وأبناؤه، وعدد من المسؤولين تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، وأسكنه فسيح جناته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
(دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاء)
طلال بن عبد العزيز آل سعود ولد (1 ربيع الآخر 1350هـ/ 15 أغسطس 1931 - هو الابن الثامن عشر من أبناء الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذكور.
أول وزير للمواصلات من 1372هـ - 1374هـ ثم وزير للمالية من 1380 هـ - 1381هـ ثم سفير في فرنسا.
تربى وتعلم في جامعة ومؤسسات والده الملك عبدالعزيز الخيرية المتحركة المفتوحة كما تربى وتعلم إخوانه وأخواته كذلك فالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود جامعة ومؤسسات خيرية متحركة مفتوحة في البذل والعطاء والجود والكرم ربّى وعلم أبناءه وبناته وأهل بيته على حبّ العلم والبر والتقوى وتقدير العلم والعلماء وطلاب العلم والتواضع المهيب في نبل رفيع والرأي السديد والخلق الحميد والصدق والنوال والجود والأفضال والثناء والكرم والوفاء والفخر البهي والقدر الجليل والعز المنيع والشرف الرفيع والبلاغة والفهم والبراعة والإخلاص في القول والعمل فصاروا أصحاب ضمائر حية مرهفي المشاعر، محبين للتواضع، عاشقين للهدوء والسكينة. فكانوا عظماء في أخلاقهم كرماء في أفعالهم لهم صفات عديدة أصحاب دين وعلم جليل. وخصال عظيمة حميدة صبغت مناقب الخير والزهد والتقوى كل مسيرتهم، سكنوا في قلب البعيد قبل القريب هادئو الطبع... وهم باسمو الوجه... وطيبو القلب... قضوا عمرهم في الطاعات وقراءة القرآن.. والصيام والقيام. فتربوا على الأخلاق الحميدة العظيمة وعلى المحافظة والتمسك بدينهم ويضعون أنفسهم موضع الناس فيشعرون بهم ويعذرونهم. وهذا ما انعكس على أبنائهم في حبهم للخير والتواضع والاحترام.
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً
وَلَكِن يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز صاحب الأخلاق الحميدة والسمت الرفيع ذو أخلاق عالية حميد السيرة والسلوك محبوب من قبل الناس طيب القلب، وذو شرف وأمانة وتواضع وشهامة ومروءة، وشجاعة وعطف والتدين والكرم والنبل غادر الدنيا بهدوء، كما عاش بها وكان له ميل إلى الأدب وقرض الشعر، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
(اذكروا محاسن موتاكم ...) سنن الترمذي
مناصبه رحمه الله:
تولّى عدداً من المناصب وعضويات في عدد من الجمعيات والمنظمات
- رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة.
- رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية.
- رئيس مجلس أمناء الشبكة العربية للمنظمات الأهلية.
- رئيس مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث.
- رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة.
- الرئيس الفخري للجمعية السعودية للتربية والتأهيل.
- الرئيس الفخري للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع ورئيس الأعضاء الشرفيين.
- الرئيس الشرفي لمعهد أمين الريحاني في واشنطن.
- الرئيس الفخري لجمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية.
- الرئيس الفخري لوحدة منظمة التجارة العالمية، مركز التمييز بالإدارة.
- سفير المملكة العربية السعودية لدى فرنسا.
- عضو مجلس أمناء مؤسسة منتور.
- عضو مؤسس في اللجنة المستقلة للقضايا الإنسانية الدولية.
- عضو رابطة معهد باستور في باريس.
- عضو منتدى الفكر العربي.
- المبعوث الخاص لليونسكو للمياه.
- المبعوث الخاص لليونسيف.
توفي الأمير طلال بن عبد العزيز في يوم السبت 15 ربيع الثاني 1440 هـ، الموافق 22 ديسمبر 2018، عن عمر ناهز 87 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
أبناؤه:
الأمير الوليد الأميرة ريما الأمير خالد، الأمير تركي الأميرة سارة الأميرة نورة، الأميرة الجوهرة الأمير عبدالعزيز الأمير عبدالرحمن الأميرة هبة الأميرة مها الأمير منصور الأمير محمد الأمير مشهور.
فأتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى المقام الكريم مقام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومقام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه كما أتقدم إلى جميع أسرة الفقيد وأخص بالعزاء والمواساة أبناءه وبناته وزوجاته وأرحامه وأنسابه وأقاربه وجميع الأسرة المالكة وجميع أصدقائه ومحبيه وجيرانه والشعب السعودي الكريم بأحر التعازي وصادق المواساة سائلا الله للفقيد الرحمة والمغفرة وان يسكنه الله فسيح جناته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا سمو الأمير طلال لمحزونون.
** **
د. فهد بن عبدالرحمن - بن عبدالله السويدان