ماجدة السويِّح
اكتسبت الأحداث التاريخية التي مرت بها المملكة العربية السعودية أسماء مميزة تخليدًا لأيام وأحداث جسام، نقشت في ذاكرة الناس كسنة السبلة، الجراد، الهدام.. وغيرها من سنوات صعبة عايشها الناس. وفي المجال الإعلامي أرى أن «سنة الغربال» لعام 2018 وصف يصف المرحلة الحرجة التي مر بها الإعلام، وتساقطت فيها شخصيات، ووسائل إعلامية، كنا نحسبها ذات مصداقية وموضوعية كما يشاع عنها؛ لتنكشف أوراقها وأجندتها في أصدق اختبار حقيقي بعد مقتل «خاشقجي»، بعدما سنت أقلامها ودفعت ممثليها للعمل ضد السعودية وقادتها وشعبها.
ليس غريبًا تهافت الوسائل الإعلامية على تطعيم أخبارها باسم السعودية، كعنصر جذب وتسويق؛ فلأعوام عديدة ظلت الأخبار السعودية مطمعًا لتسويق الصحف والمجلات العربية عبر الإثارة المفتعلة، وطرح الغرائب من الأخبار السعودية في العناوين طمعًا في زيادة المقروئية وزيادة الأرباح.
تطورت الحال لتلحق وسائل الإعلام الأجنبية باستخدام الصنارة الأسهل لاصطياد أكبر عدد ممكن من المتابعين، وعلى نهجها سارت المواقع الإلكترونية من أجل الاسترزاق، ولو على حساب المصداقية والموضوعية.
وعلى مستوى الأفراد دأب البعض على تسويق نفسه للجمهور السعودي عبر التدخل في الشأن السعودي؛ فلا يخلو حساب بعض الفنانات والفنانين من المحيط إلى الخليج من التطرق للسعودية؛ فهي وسيلة مضمونة لمن أفل نجمه واندثر صيته للفت أنظار الجمهور إليه؛ فهو يعرف جيدًا قوة الجمهور السعودي وتأثيره في شبكات التواصل الاجتماعي، وسرعة تفاعله وتواصله التي تكفل له أو لها تحقيق هدفه في الانتشار السريع.
بعد «سنة الغربال»، وتمييز الجيد من الرديء في مجال الإعلام أفرادًا ومؤسسات، أطمح إلى أن تقف وزارة الإعلام وقفة حزم وعزم لتنظيف المؤسسات الإعلامية من عمليات الاختراق المقصودة وغير المقصودة من قِبل المعدين والمسؤولين الإعلاميين غير السعوديين ومَن يتعاطف معهم، وإفساح المجال لأبناء الوطن للمشاركة والبناء، واستقطاب أبناء الوطن، والاستفادة ممن له خبرة في المؤسسات الإعلامية الأجنبية؛ ليتولى مهمة إيصال الرسالة بما يتفق مع ثقافة وأسلوب الاتصال للمتلقي الأجنبي لبناء رسالة مؤثرة وفعالة في التواصل مع المتلقي، الذي يتعرض يوميًّا لرسائل سلبية من قنوات ومنافذ إخبارية عن السعودية والسعوديين.
السعودية الجديدة بثروتها الحقيقية، بشبابها، وخبرة المخضرمين في المجال الإعلامي، جاهزة - بلا شك - لخلق وتأهيل جيش إعلامي، يوازي قوة ومكانة المملكة العربية السعودية في العالم العربي والإسلامي والدولي.
الجيش الإعلامي بحاجة إلى جهود وطاقات تخلقها الوزارة، وتسيرها لخدمة مصالحنا الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
و في الختام ندين لغربال المحن والأزمات قدرته في تمييز الخبيث من الطيب، وإظهار الوجه الحقيقي لمدعي المحبة والسلام وحقوق الإنسان.. فمن سقط علينا أن نسقطه من قوائم الإعلاميين الشرفاء، ونحجبه من شرف الظهور في قنواتنا، أو الكتابة في صحفنا ومواقعنا الإلكترونية، وعلينا أن نتذكر جيدًا سقوطه المريع من الغربال، وخيانته ولؤمه في التكسب من مصائبنا ومعاناتنا.. فلا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين.