الجنادرية - عبدالله الهاجري:
استوقفت قاعدة دارين التي تُعتبر أول قاعدة جوية في المملكة زوار جناح وزارة الدفاع بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 33» الذي يحكي تاريخ الطيران في المملكة عبر مراحله المختلفة.
ومن خلال أركان عدة، أبرزها «ركن المؤسس»، يعرض الجناح صور مرحلة التأسيس، كما يعرض في ركن آخر أولى القوات الجوية الملكية السعودية.
وبدأت مسيرة القوات الجوية السعودية في عام 1333هـ/ 1914م؛ إذ كان أول ظهور للطائرات في سماء الجزيرة العربية عندما قامت إحدى الطائرات الإنجليزية بالتحليق فوق مدينة جدة. وفي عام 1344هـ/ 1924م واجهت قوات المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - الطائرات لأول مرة في رحلة كفاحها لتوحيد أرجاء الوطن، وذلك بمعركة الطائف حينما قامت هذه الطائرات بطلعات استكشافية فوق مواقع الجيش السعودي.
وبعد عام من ذلك التاريخ دخلت الطائرات المعركة أثناء حصار الملك عبد العزيز لجدة؛ إذ أسقط جيش المؤسس أول طائرة كانت تقوم بعملية استطلاعية، فيما انفجرت الثانية في السماء، وغنمت قواته ثماني طائرات، منها ست طائرات من طراز DH-9، خمس منها كانت تحتاج إلى جهد كبير في الإصلاح، وواحدة منها كانت قابلة للإصلاح والطيران؛ ولذلك أمر الملك عبد العزيز ببيعها وشراء طائرات بديلة عنها، خُصص بعضها لتعليم الطيارين السعوديين علوم الطيران. أما الملك عبد العزيز - رحمه الله - فقد استخدم طائرتين من الطائرات التي غنمها، ووضعهما أمام القشلة؛ ليعلن للناس امتلاكه الطائرات الحربية مضاعفًا بذلك هيبة قواته في نظر أعدائه. وعندما امتلك الملك عبد العزيز طائرات Dh9 في عام 1344هـ أدرك أهمية سلاح الجو وتأثيره في حسم المعارك؛ وعزم على تطوير هذا السلاح من خلال إنشاء أول قوة جوية، سُميت «قوة الطيران الحجازية النجدية»، وقرر جلالته إنشاء أول قاعدتين جويتين، الأولى في القطيف، والثانية بجدة.