حمد بن عبدالله القاضي
وضع وزير العمل والتنمية الاجتماعية م. أحمد الراجحي يده على إشكالية عدم استقرار الشباب السعودي بالوظائف التي يلتحقون بها، حيث دعا بكلمات تفيض موضوعية ومسؤولية -الأحد الماضي- القطاع الخاص إلى تقديم رواتب مجزية وليتأكدوا -أي رجال الأعمال- أنهم عندما يعطون راتباً زيادة فإن إنتاجية الموظف قد تتضاعف وهؤلاء بالأخير هم أبناؤنا وبناتنا، وحينما تعطي راتباً قليلاً لن يستطيع الموظف أن يستمر.
وهنا ندعو مع معاليه رجال الأعمال إذا ما أرادوا استقرار من يلتحقون بالعمل لديهم فضل وزيادة عطائهم أن يكرموهم بأجور تُحفِّز على الإنجاز وتكون عامل استقرار لهم.
ومن جانب آخر فقد أشار معاليه في تصريحه إلى مسألة جوهرية تحدثنا وكتبنا عنها كثيراً كمبادرات نوعية تستهدف مشكلة الوظائف المتوسطة والعليا، وهذه فعلاً هي التي ستوفر الوظائف المرغوبة من أبناء الوطن التي ستجعل الوطن يستفيد مما يملكه شبابه من مؤهلات ومهارات يستطيعون أن يوظفوها ويضخُّوها بمفاصل القطاع الخاص.
وثالث ما زفَّه معاليه، هو ما يتعلق بتوفير فرص العمل بالمناطق بحيث يحدّ من الهجرة للبحث عن العمل بالمدن الكبرى، كالرياض وجدة والدمام وبخاصة أن جامعات المناطق تخرج الكفاءات، لكن عندما لا يجدوا فيها عملاً يغادرونها وهذا يشكل ذلك الضغط على المدن الكبيرة خدمات وزحاماً وبيئة وزيادة بأسعار الأراضي فلا يستطيعون شراءها لبناء مساكن لهم وإذا ما توظف خريجو جامعاتها بمدنها ومحافظاتها فإنه يجعل من التنمية متوازية وفرص العمل موجودة.
حقاً: هذه بشريات زفها الوزير الراجحي نتطلع أن نرى ثمارها اليانعة قريباً.
* * *
= 2 =
ومن في الناس يرضى كل نفس؟.
علينا أن ندرك أنه لن يرضى كل الناس عن أي إِنسان فهم لم يرضوا عن الرسل حتى يرضوا عن البشر.
«ومن في الناس يرضى كل نفس وبين هوى النفوس مدى بعيد»
حسب الإِنسان وبخاصة من هو مرتبط عمله بالآخرين أن يحس أنه أرضى ربه ثم ضميره ثم من حمّلوه الأمانة، ثم رضا كرام الناس.
هنا يشعر براحة البال والطمأنية تجاه عمله الذي أداه
* * *
= 3 =
آخر الجداول
للمتنبي: وماذا يقول لو كان في عصرنا إنه سيحترق ألماً:
«هوِّن على بصر ما شقّ منظره
فإنما يقظات العين كالحلم»