عثمان أبوبكر مالي
تتجه أنظار الرياضيين في القارة العجوز اعتباراً من يوم السبت المقبل (5يناير) إلى أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات الشقيقة، حيث تنطلق بطولة أمم آسيا لكرة القدم، السابعة عشر في العاصمة الإماراتية، بمشاركة 24 منتخباً آسيوياً، في أول تجربة للبطولة بهذا العدد من المشاركين، بعد أن خاضت المنتخبات والقارة تجربة التأهل (مباشرة) من التصفيات الأولى للبطولة إلى نهائيات كأس العالم والتي طبقت أيضاً لأول مرة، وتم فيها (دمج) التصفيات الأولية لنهائيات كأس العالم وتصفيات كأس آسياً، وتأهل إلى النهائيات مباشرة كما هو معروف منتخبات (اليابان والسعودية وإيران وكوريا الجنوبية) ومن ثم منتخب أستراليا الذي تأهل عن طريق الملحق الآسيوي على حساب سوريا، ثم تأهل للنهائيات عن طريق ملحق (نصف المقعد) على حساب هندوراس، وبطبيعة الحال فالمنتخبات الخمسة القوية، تشارك في البطولة على رأس المجموعات.
أحدثت قرعة البطولة توازنا بين المنتخبات في مرحلة دور المجموعات، ويكاد يكون التأهل مسلما به بالنسبة للمنتخبات التي ستصل للدور الثاني من البطولة ما لم تشهد البدايات مفاجآت (عاصفة).
مجموعة الأخضر (المجموعة الخامسة) تضم (كوريا الشمالية وقطر ولبنان، وهي مجموعة متقاربة جدا، يصعب التفضيل فيها، لكن حسابات (التاريخ والجغرافيا) تقفان في مصلحة المنتخب السعودي، رغم الهاجس الكبير الذي يشغل جماهيره ومتابعيه وهو التهديف (التسجيل) في مرمى الخصوم الذي يعتبره جمهور الأخضر (المأزق) الكبير الذي يواجه المنتخب السعودي، وهو ما ظهر جلياً خلال مبارياته الودية (الدولية) التي خاضها استعداداً للبطولة، من بعد انتهاء مشاركته في نهائيات كأس العالم لكرة القدم (2018)م التي أقيمت في موسكو، وحتى مباراته الأخيرة أمام منتخب كوريا الجنوبية مساء الاثنين الماضي في بني ياس، وانتهت بالتعادل السلبي.
المباريات الودية رغم قلتها إلا أنها كانت شحيحة في الأهداف، فالأخضر لم يفز في الأربع مباريات التي خاضها إلا في مباراة واحدة كانت أمام منتخب اليمن الشقيق وبهدف يتيم، وانتهت مبارياته الثلاث الأخرى بالتعادل (1/1) أمام الأردن وأمام بوليفيا (2/2) وأخيراً التعادل السلبي أمام منتخب كوريا الجنوبية، وهذا المأزق (يقلق) كثيراً جماهير الأخضر، خاصة وأن المتوقع أن مبارياته في (دور المجموعات) ستكون أمام منتخبات تجيد (التمترس) أمام الخصوم وتلعب بطريقة (مقفلة) معتمده على المرتدات، في حين أن قائمة مدرب المنتخب (خوان بيتزي) خلت من الأسماء الكبيرة المعروفة (تهديفياً) في الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة.
وقد لا يكون هذا (المأزق) أو القلق موجوداً لدى المدرب (الخبير)، لمعرفته التي اكتملت بكامل تفاصيل اللاعبين الذين اختارهم، ولأنه كان يلعب في مركز الهجوم ويعرف طريق المرمي جيداً فسجله كان حافلاً بالأهداف، فهو بالتالي سيفيد مهاجميه الشبان من عصارة خبراته. ولعله يقدم لآسيا مهاجماً يجدد ذكريات من سبقوه من (عمالقة) التهديف المخلدين في القارة العجوز.
كلام مشفر
- فخر الموجود من المهاجمين السعوديين اصطحبهم بيتزي في قائمته، حيث سيعتمد في اللعب هجوما على الثنائي (محمد الصيعري (8 أهداف) وفهد المولد (7 أهداف) أو أحدهما في مركز رأس الحربة.
- والأكيد أن بيتزي لن يعتمد على لاعب بعينه ليكون المسجل للأهداف، وإنما سيطبق أكثر من طريقة يمكن من خلالها تنويع التسجيل، سواء اللاعبين القادمين من الخلف، أو باختراقات الظهيرين (النشطين جداً) وقد يكون الحل واحد أقوى الأسلحة لدية؛ الكرات الثابتة، الركنية والهوائية والأخطاء القريبة من منطقة جزاء المنافس.
- كالعادة في مشاركات المنتخب السعودي في آسيا تضم قائمته لاعبين شباباً (موهوبين) ربما كانوا غير معروفين على صعيد القارة قبل البطولة، وهذا الأمر بدأه الأخضر مع النجم (المونديالي) الكبير محيسن الجمعان، حيث كان أصغر لاعب في قائمة الكابتن (خليل الزياني) في بطولة سنغافورا عام 1984م وكان بطلها الأخضر السعودي.
- قائمة الأخضر في البطولة الحالية تضم العديد من الأسماء شابة غير مألوفة بقميص الأخضر، مثل محمد اليامي (حارساً) وحمدان الشمراني وأيمن خليف وعبدالرحمن غريب ومحمد الصيعري.. وقد تسنح الفرصة لأكثر من لاعب في المشاركة والتألق وإعادة ذكريات (محيسن الجمعان) وغيره من اللاعبين الكبار الذين خلدتهم (سجلات) البطولة الآسيوية الأكبر.
- توقعات تأهل المنتخبات عن المجموعات تكاد تكون معروفة وبالإجماع، ما لم تشهد مفاجأة (عاصفة) ويمكن أن تكون كالآتي: الإمارات والبحرين (ج 1) أستراليا والأردن (ج2) كوريا الجنوبية والصين (ج3) إيران والعراق (ج 4) السعودية وكوريا الشمالية (ج5) اليابان وعمان (ج6).