فهد بن جليد
لم يكن المُبصرون في العالم بحاجة إلى أدلة جديدة لفضح مُمَّارسات الحوثيين الانقلابية في اليمن، إلاَّ أنَّ خروقات الهدنة التي ترتكبها الميلشيات التابعة للحوثي، واستهداف مواقع الجيش الوطني شرق الحديدية، أثبتت من جديد خيانة وكذب ومُراوغة وتحايل الحوثي على اتفاقية السويد حول خروجه من الحديدة الميناء والمدينة، وانقلابه عليها بالمُماطلة في تنفيذها، وإفشاله جهود الأمم المُتحدة في فتح ممرات إنسانية لإيصال المعونات الإغاثية لباقي المُدن والمُحافظات اليمنية، وهذا ديدنه في التملُّص من كل الاتفاقات والتعهدات السابقة، لكسب المزيد من الوقت، وعدم رغبته الجدية في إعادة الشرعية، أو الامتثال حتى لقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن.
مع بداية العام الميلادي الجديد وفيما العالم يتطلع لزيادة رقعة السلام والأمن فيه، ظهَّر الحوثي مرَّة أخرى (عارياً مفضوحاً) هذه المرة بسلوكه الإجرامي، وبالخروقات والمُماطلة التي يرتكبها بحماقة ضد أبناء الشعب اليمني، وذلك بنهب المُساعدات الغذائية من أفواه الجوعى، بحسب وصف برنامج الأغذية العالمي الذي وثَّق عمليات سرقة المُساعدات من قبل ميلشيات الحوثي، وهذا خرق جديد وبالأدلة الُمصوَّرة يُثبت حقيقة هذه الميلشيات الانقلابية، وعدم رغبتها في الاستجابة لطلب الأمم المُتحدة بفتح ممرات آمنة، وفوق هذا كله نهب المُساعدات في جريمة دنيئة تثبت أنَّ هذه الميلشيات تسلك دوماً أسلوباً مُمَّنهجاً في الكذب والخداع والتضليل.
طوال الأعوام الأربعة الماضية، كانت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران هي من تجهض مساعي السلام في اليمن إمَّا بالهروب والغياب من المحادثات والتخلّف عنها، أو بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقات والقرارات الأممية، أو بارتكاب خروقات وجرائم إنسانية بحق الشعب اليمني، هذه حقائق يجب أن يبصرها العالم بوضوح وتكون سبباً في تحركه بجدية أكبر، حتى لا يدفع أبناء الشعب اليمني المزيد من التضحيات، بسبب حماقات وأنانية المليشيات الانقلابية.
وعلى دروب الخير نتقي.