يُعد حب المواطن لوطنه الذي عاش وترعرع به من الفطرة الإلهية التي غُرست في الإنسان، ولنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما وقف يُخاطب مكة المكرمة مودعاً لها وهي وطنه التي أُخرِج منها خيرُ شاهدٍ على ذلك، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: (ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرك).، وأيضاً حينما عاش النبي صلى الله عليه وسلم في أرضِ المدينة المنورة وأقامَ بها وتنوَّرَت برسالتِه قال صلى الله عليه وسلم مُعبِّراً عن كَونِها بلداً أصبحت مقرَّ إقامتِه: (اللهم حبِّب إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكة أو أشد).
كما يُعد الدفاع عن الوطن واجب على كل فرد من أفراد الوطن، ومن الأدلة التي ذُكِرت في القرآن الكريم وتدل على وجوب دفاع الفرد عن وطنه ضد شرور الأعداء قوله سبحانه وتعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (8) سورة الممتحنة.
وتمتاز المملكة العربية السعودية عن غيرها من دول العالم بأنها تستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في نِظام الحُكم، ويُعد هذا الأمر من أولوياتها، لذا تم إدراجه في المادة رقم (1) من الباب (1) في النِظام الأساسي للحُكم.
كما جاء أيضاً في المادة رقم (34) من الباب (5) في النِظام الأساسي للحُكم بأنَّه: (يجب على كل مواطن الدفاع عن العقيدة الإسلامية والمجتمع والوطن).
لذا زرعت حكومة المملكة العربية السعودية ذلك الأمر في سياسة التعليم لديها ليتم تنشئة جميع أفراد المجتمع السعودي رجالاً ونساءً على الرجوع لكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أقوالهم وأفعالهم وعند الحكم على المواقف والمشكلات التي قد تعترض سير حياتهم،
ولاحظتُ خلال الأيام الماضية بأنَّ هناك نقدٌ هدام يتعرض له مواطنين بذلوا الغالي والنفيس من الجهد والتفكير والبحث للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين وعن ولاة الأمر وعن جميع المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية.
وفي نظري فإنَّ هؤلاء المواطنيين والمواطنات السعوديين البواسل قد أظهروا حبهم للوطن، وافتخروا واعتزوا بالإنتماء للوطن، وبذلوا الجهد في الدفاع عن الوطن ضد الهجمات الإرهابية من دولتي قطر وإيران، تقف في وجه كل عدو للذود عن الوطن وولاة الأمر والمواطنين والمقيمين.
صحيحٌ بأنني لا أتفق مع الألفاظ البذيئة بشكلٍ عام، ولكن حينما أرى وأسمع وأقرأ بأن وطني وولاة أمري والشعب السعودي مُستهدفون بالسوء ليل نهار فإنني لا ألوم من يدافع عن وطنه حتى وإن رد على السوء بسوء، لأنَّ هناك فئة من الناس لا تفهم غير هذه اللغة لكي تقف عند حدها وتعي جيداً بأننا سنقاتل من أجل الحفاظ على وطننا. وولاة أمرنا.