فهد بن جليد
من الخطأ إطلاق لقب (مؤثرين) على جميع مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، فالتأثير له شروط عديدة لا تنطبق على هؤلاء بمُجرد مُتابعتهم من شريحة كبيرة من الناس، فالاسم الذي أقترحه لهم هو (الموصلين) أي أنَّ لديهم القُدرة لإيصال الرسالة التي يُريدها المُعلن من خلل منصاتهم فقط، وهي الفلسفة الإعلانية التي لا يُجيد تطبيقها من يتعامل مع هؤلاء حتى الآن، فللأسف هناك تهويل وتضخيم لدور مشاهير الإعلام الجديد في التأثير الإيجابي أو السلبي والأخير نُعاني منه أكثر، وهو ما أنتج -برأيي- رسائل عكسية مع فتح المجال لبعض (المُهرجين) الذين أنتجتهم هذه المنصات للقيام بتغطية إعلانية لمُناسبة أو مُنتج أو خدمة، فالنصيحة التي أقدمها لمن يُريد التعامل مع هؤلاء هو إعداد مادة (إعلانية) مُنفصلة ومُستقلة وفق معايير وأهداف الإعلان العلمية والمنهجية المعروفة، حتى نضمن أنَّ رسالة المُعلن ستصل بشكل واضح ومُباشر وصحيح للمُتابعين، ومن ثم استئجار مساحة من منصات (الموصلين) لإيصال الرسالة أو المادة المطلوبة بشكل سليم دون أي تشويه أو تدخل مُباشر من صاحب المنصة أو الحساب.
هناك قلة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة من هؤلاء المشاهير، يُمكن أن توكل إليهم مهمة تغطية بعض المناسبات والفعاليات لإيصال الرسائل المطلوب شريطة أن يتم رسم خطة مُحدَّدة لهم لتقديم المادة المطلوبة، هذا الأمر يتأكد مع تسابق بعض الجهات الحكومية للترويح لمُنتجاتها أو تغطية فعالياتها ومناسباتها بالتعاون مع مشاهير السوشيال ميديا، وهذا أمر جيد لناحية استخدام الوسائل العصرية، سريعة الانتشار للوصول للفئات المُستهدفة، ولكن هذا لا يجب أن يكون على حساب الصورة الذهنية العامة للجهة أو الخدمة التي ترتبط بشخصية مُقدم الإعلان، في حال قام بالترويج للخدمة والمُنتج بذات أسلوبه اليومي وطريقته المُعتادة مع الناس، فالمُتابعة من شريحة كبيرة من مُستخدمي هذه الوسائل لا تعني بالضرورة التأثير الإيجابي وهو الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المُعلنين، وأوضح مثال هنا ما تقوم به بعض الشركات التجارية من حجز مساحات إعلانية في بعض الفضائيات (الهابطة) في بلدان كثيرة للترويج لمُنتجاتها بشكل (مستقل) للاستفادة من نسبة المُشاهدة، دون إدخال المُنتج ضمن مُحتوى تلك القنوات من برامج ومسلسلات وأفلام.
تطوير محتوى بعض هؤلاء لنجعلهم بالفعل (مؤثرين) وفاعلين وهو ما نحتاجه اليوم، وهذا لن يتم مع تسابق مُختلف الجهات العامة والخاصة والتجارية وحتى الأفراد نحو سوق إعلان (الموصلين) بطريقة (المؤثرين) المُشوَّهة.
وعلى دروب الخير نلتقي.