د. صالح بكر الطيار
تشكيل وزاري جديد أصدره الملك سلمان -حفظه الله- في جملة من التعيينات طالت وزارات الخارجية والتعليم والإعلام والحرس الوطني، وهيئات مثل الرياضة والترفيه والسياحة، وإنشاء هيئة خاصة بالفضاء وهيئة عامة للمعارض والمؤتمرات وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية.. وكل ما تضمنته هذه القرارات التحويلية التي جاءت بعد ميزانية خير وعطاء ضخت مليارات الريالات في مفاصل الدولة نحو تحقيق مستقبل مشرق وغد واعد.
من المميز حقًا أن نرى شبابًا في خضم نشاطهم وحيويتهم يقودون دفة القيادة الوزارية والمسؤولية في قطاعات حيوية ومهمة. وبالنظر إلى القرارات فقد رأينا تعيين سمو الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز لتولي وزارة من أهم الوزارات، وهي الحرس الوطني التي تقوم بأدوار عسكرية وصحية وإستراتيجية مهمة جداً في مختلف الميادين، الأمر الذي أتوقع أن وجود الأمير عبدالله على رأس هرمها سيسهم في تحقيق تطلعات الدولة، كيف لا وهو الخارج من مدرسة والده -أطال الله في عمره- الأمير بندر بن عبدالعزيز وأخ الأمراء الضليعين في دوائر المسؤولية الذي ركضوا طويلاً ولا يزالون في مضمار المسؤولية الوطنية الحقة، وللأمير تجربة مليئة بالإنجازات في إمارة منطقة مكة المكرمة والذي كان خلالها شعلة لا تتوقف من النشاط ومن المشاركة ومن التطوير، وكان ساعداً أميناً للأمير خالد الفيصل في فترة توليه هذه المهمة لينتقل إلى مهمة أخرى في قلب العاصمة ليدير قطاعًا من أهم القطاعات التي تحتاج إلى فكر شاب وطموح متجدد لتوظيف رؤى القيادة والسير بمنظومة الحرس الوطني إلى أعلى درجات الكفاءة والتطوير والابتكار.
ورأينا تسليم هيئة الرياضة إلى الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل سليل أسرة الرياضة والسياسة الذي نشأ في بيت الحكمة مع والده الخبير المحنك السياسي الضليع، وكذلك كان هذا الأمير الشاب طموحًا متحمسًا يمارس الرياضة ويعشقها ويعتبرها مهمته منذ أن شارك في العديد من السباقات التي نال فيها المراكز الأولى، وكان رفيقًا لوالده واكتسب منه العديد من الخبرات والمهارات، ناهيك عن فكر هذا الشاب وطموحه وقربه واندماجه مع أبناء جيله الذي يتفهم مطالبهم ويوظف أمنياتهم في تحقيق أمنيات الغد.
الوزراء الشباب هم أدوات التغيير والتجديد والعمل المبتكر الذي سيصل إلى أعلى مستويات الطموح. والأميران عبدالله وعبدالعزيز أنموذجان، وسيكون في المستقبل نماذج أخرى تسير على نهجهما وتجربتهما التي ستملأ الوطن بقصص النجاح.
قيادة حكيمة تواصل التخطيط لنماء هذا الوطن من خلال قرارات تنعش التنمية الوطنية المستدامة وتحقق الخطط الوزارية، لذا فإن التشكيل الوزاري جاء بحلة جديدة وبروح الشباب وأفكار الطموح الذي سننافس به العالم أجمع.