خالد بن حمد المالك
عام مضى وانقضى، فيه ما فيه من الأفراح والأتراح، غيوم سوداء، كانت تبلّلنا بما لم نكن نريده، وشمس ساطعة، رأينا فيها ما يدلنا على الطريق السالك والآمن، وكل المتناقضات كانت حاضرة على مستوى العالم، ما يسر منها وما يسوء، وبالكاد خرج من خرج من نفق هذا الظلام الدامس الكئيب.
* *
حروب وقتال ودماء، وأبرياء دفعوا ثمناً غالياً لنزوات المتهورين والقتلة والمجرمين والإرهابيين من إيران إلى إسرائيل، فيما مضى العام بخيره وشره، دون أن نتعلّم منه لتفادي المآسي في العام الجديد، وكأن العالم يستلذ بقهر بعض شعوبنا، والسطو على كل جميل في حياتنا.
* *
هكذا هو العالم، في مشاركته بهذه الزفة اللعينة، وعدم براءته من أن يكون قاتلاً أو مقتولاً، لسبب أو بدون سبب، فالجميع شركاء ولاعبون في هذا المسرح الدموي الذي يعرض علينا بضاعته من هذه الجرائم ومن كل صنف ونوع.
* *
فما أحرى العالم أن يتعلّم، وأن يستفيد، وأن يقبض على ما يمنع الرصاص من أن يخترق دولنا ومجتمعاتنا، ويمس بالشر شعوبنا على امتداد دول العالم، فنحن في مركب سريع وواحد يتوجه بالجميع إلى أتون المعارك، وإلى الجحيم، وحيث تكون هناك نار مشتعلة وتحتاج إلى مزيد من الوقود البشرية.
* *
هكذا هي قراءتي لعام مضى، وخوفي من عام قادم، أكتب رؤيتي بحزن شديد، وقلم مغموس بالألم، وشعور بالخوف والرهبة من أن يستمر هذا المسلسل في قتل الناس، وهدم ما عمروه على الأرض، وجعل دول العالم وشعوبها في فوهة بركان، لا حيلة لهم في إيقاف هذا الجنون المتنامي.
* *
كلي أمل ورجاء ودعاء بأن يكون القادم أفضل وأجمل وأحسن، وبالتالي فلا نرى مشاهد كتلك التي رأيناها في العام الماضي وما قبله، إذ لا أحد في منجى أو في أمان من هذه النار المشتعلة، ولا نريد أن نسمع من تجار القتل من يقول: وهل من مزيد؟!