فهد بن جليد
ساعات ويطلُّ علينا العام الجديد 2019م، بعد سنة مليئة بالأحداث والمُتغيرات، فالعام (الفارط) لم يكن عاماً سهلاً، فقد احتفظ بين دفتيه بأحداث اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة ومُتسارعة وهامة على مستوى العالم، ستبقى مرجعاً ودروساً يستفيد منها كل من يقرأ التاريخ ويعتبر من مُجرياته، ولكن ماذا عن حياتنا الخاصة كأفراد؟
في عالمنا العربي للأسف الشديد تغيب ثقافة العمل بخطة ورؤية لتحقيق الأهداف وترتيب الأولويات، وهو ما يجعلنا عاجزين في كل عام عن مُحاكمة الـ365 يوماً الماضية بكشف حساب، وما جرى فيها؟ وهل حققنا شيئاً من الأهداف والأحلام التي نسعى إليها؟ والسبب هو عدم وجود مسطرة أو خطة تكشف ما انصرم من الأيام وما تحقق فيها، بعيداً عن الحياة الفوضوية التي يعيشها مُعظم الناس، فالغالبية لن يُغيروا ساكناً في حياتهم، ولربما تسمَّروا الليلة أمام الشاشات والأجهزة الذكية لمتابعة احتفالات وبرامج رأس السنة، وتوقعات الأبراج والدجالين، دون أن يعني لهم التاريخ شيئاً وكأنَّهم لا يبصرون النور مُطلقاً بأعينهم ولا تعيه قلوبهم، فاليوم عند هؤلاء مثل الأمس، مثل الغد، لن يتغير الشيء الكثير وكأنَّهم يعيشون بلا طموح، بلا هدف، فاتهم أنَّه لا يوجد نجاح دون تخطيط مُسبق، ولا خطة ناجحة دون صبر ومُثابرة ومتابعة، تغيير هذه الثقافة يحتاج قناعة وإصرار، فلا يجب أن تمضي هذه المناسب والأيام كبقية أيام السنة، ونحن نعتقد أنَّ من يُمسك (بورقة وقلم) في هذا المساء، هم مُدَّعو المثالية بيننا.
لكل منا تجربته في حياته الخاصة التي مرَّ بها، وهي أيام بالمُناسبة انتهت بكل أحداثها وتفاصيلها لن تعود إلينا مرَّة أخرى، ولكنَّ أثرها وتأثيرها سيُصاحبنا في أيامنا المُقبلة، فلا يكفي أن نستقبل العام الجديد بالتفاؤل راجين أن يكون مُحملاً بالأمل والنجاح والتقدم، ليطوي خلفه كل الآلام والجراح والأحزان والكبوات والإخفاقات دون أن نعتبر، فالفائدة تكمن في العبرة، وقليلون يملكون هذه الخصلة، وحتى تعتبر ممَّا فات عليك أن تكون مُستعداً لما سيأتي، نحن نحتاج مثل هذه المُمارسات لتحفيز أفراد الأسرة على التخطيط ووضع الأهداف والعناوين العريضة للعام المُقبل والسعي لتحقيقها، عندها سنشعر في مثل هذا اليوم من العام المُقبل بسعادة كبيرة، حتى لو لم نحقق جميع الأهداف التي نطمح إليها، ولكن على الأقل أصبحنا نُبْصِّر.
وعلى دروب الخير نلتقي.