د.عبدالعزيز الجار الله
أجاد الزملاء بجريدة الجزيرة حين اختاروا العنوان الرئيس لعدد يوم السبت الماضي: أوامر مباركة لتحسين الأداء وتطوير الوطن. وهو ملخص الأوامر التي صدرت يوم الخميس الماضي 27 - 12 - 2018م، عندما ركز الزملاء على (تحسين الأداء) فقد كنّا بحاجة إليه في السعودية الجديدة 2015م وإعلان الرؤية السعودية 2030 خطة ما بعد النفط التي أعلنت في أبريل 2016م، البدء في (تحسين الإجراءات) في جميع مؤسسات الدولة، وبالفعل منذ إعلان الرؤية السعودية ومؤسسات الدولة والمجتمع منقسم في التفاعل من أهداف الرؤية إلى : القسم الأول، قطاع من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع اندمج تماما مع مفاهيم وأهداف والفلسفة الفكرية للرؤية وطبقها بكل أبعادها.
- القسم الثاني، قطاع من مؤسسات الدولة والخاص والمجتمع لم يتفاعل ولم يندمج كما يجب مع روح وأهداف الرؤية السعودية، وأصبح يعمل بالآليات القديمة وبنفس النمطية السابقة وأبقاها في إطار الشعارات.
القسم الثالث: اختار الحياد وفي بعض المرات المناورة، وأخرى الوقوف على مسافة متساوية ما بين الرؤية وبين النمطية السابقة، هؤلاء يتحركون حسب مصالحهم وثقافتهم الإدارية والمهنية.
لذلك لا تستطيع الدولة أن تقفز القفزة التي تريدها وتحويل الأحلام إلى واقع، وجزء من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع متردد وغير مقبل ومتأرجح، فكان لابد من إعادة الهيكلة والتسريع في الحوكمة التفصيلية والملزمة.
لذا جاءت تغييرات شملت وزارات خدمية هيكلية مثل : التعليم والإعلام والخارجية وإضافة هيئات جديدة : إنشاء ديوان مجلس الوزراء ومراجعة الأنظمة والمراسيم، هيئة المحتوى والمشتريات، هيئة الفضاء، هيئة المعارض والمؤتمرات، وفِي التعيينات تفاصيل أخرى، هذه جاءت لتأكد للجميع أن الدولة ماضية وعازمة على تحقيق الرؤية -بإذن الله-.