لبنى الخميس
الشجاعة ليست صفة (ذكورية)، بل خصلة (إِنسانية).
لا يحملها الأعلى صوتاً.. أو الأشد سيفاً.. أو الأقسى قلباً.. بل من يدافع عن حلمه، من ينتصر لحبه، من يعترف بضعفه.. من يحارب من أجل مبادئه.. وينتفض من أجل خياراته..
المأساة تكمن في أن يودع الله فيك العقل والقوة والإرادة الإِنسانية.. وتؤثر الضعف وتنتهج الهوان..
اللهم امنحنا الشجاعة ومدناً بالقوة.. لندافع عن أحلامنا.. وننتصر لخياراتنا.. ونعترف بأخطائنا.. وننصف الضعيف فينا.. والمغلوب بيننا
******
وأنت في خضمّ اندهاشك بالحياة ستخدعك الأيام وتوحي لك بأن العمر طويل أمامك.. بتجاربه وقصصه وشخوصه..
لكن الحقيقة بكل مرارتها تقول بأن وقتك محدود.
لتزور كل البلدان..
وتقرأ جميع الكتب..
وتخوض كافة التجارب..
وتحقق معظم الأحلام..
وتحادث كل المدهشين..
وقتك محدود.. وعمرك ثمين.. فتأكد أن تقوم بأكبر قدر ممكن مما يسعدك.. ويثري حكايتك.. ويحيي فضولك.. ويجدد شغفك..
لا تقرأ فصول حكايتك يوماً فتجدها تحولت إلى قوائم من التجارب المؤجلة.. والأحلام التي كتب عليها «يوماً ما» أو «حتى إشعار آخر»!
******
ستتعرض للعديد من المواقف التي ستزلزل كيانك.. وتربك أمانك.. وتضعك وجهاً لوجه أمام مخاوفك.. لا تشيح بوجهك ضعفاً.. بل أرفع رأسك اعتزازاً.. فبداخل كل عثرة ثمرة.. ووسط ضعف قوة.. وبداخل كل ألم درس..
******
لا فرح دائم، ولا حزن مستمر، فقط لحظات فارقة، وذكريات لا تنسى بينهما. لا تتعلق بفكرة السعادة، ولا تتشبث بوهم اكتمالها، استشعر ما تملك من لحظات، داعب ما بيدك من فرح، وإذا دقت الدهشة بابك لا تطالبها بالمكوث، استمتع معها، تعلم منها، وترقب القادم خلفها. الحياة تمضي.
******
كل لحظة هي اللحظة المناسبة لتنهض.. كل ساعة هي الساعة المناسبة لتنجح.. كل يوم هو اليوم المناسب لتحاول وتعارك من جديد.. العالم لا يعترف بأعذارنا وظروفنا.. فضلاً عن كونه لا (ينتظر) توقيتنا المناسب..