علي عبدالله المفضي
من أولى وأهم ما يجب أن يتحلى به الكاتب أن يكون حياديا منصفا يراعي الخوف من الله والعدل المطلق مع من يثني عليهم أو ينتقدهم ليكون صادقا من نفسه ثم مع الآخرين ولأن الكاتب مؤتمن على ما يكتب من قبل المنصة التي منحته الثقة والمساحة التي يطرح أفكاره من خلالها ثم من قبل قارئه ومتلقيه، فالكاتب الأمين يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ويجعل من قلمه حكما منصفا يعطي كل ذي حق حقه.
ولاشك أن ذلك لا يستطيعه إلا من لديه القدرة على السيطرة على عواطفه وميوله وألا يتحكم قربه أو بعده من المستهدف في الثناء أو النقد ففي الغالب أنك تكتشف ما يختلج في ذهن الكاتب من ميل أو نفور حيال من أو ما يكتب عنه.
سُئل أحد الكتاب عن سبب ابتعاده عن النقد المباشر وبالأسماء فقال: أخاف أن لا استطيع التحكم بعواطفي وميولي مع من أكتب عنه سلبا أو إيجابا لذا فإنني أتناول الحالات التي لا تعجبني مجردة من الأسماء فالمهم لدي إيصال ملاحظاتي.
وقفة: للإمام الشافعي
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى
وذنبك مغفور وعرضك صيّنُ
لسانك لا تذكر به عورة أمرئٍ
فكلك عورات وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك مساوئا
فصنها، وقل: يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف، وسامح من اعتدى
وفارق، ولكن بالتي هي أحسنُ
- (الإمام الشافعي)