يوسف المحيميد
لا نختلف في أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، وبالذات تويتر، للمواطنين والمواطنات، ولكل من لا صوت له؛ فهو صوت المهمشين والمقهورين؛ للجميع التحدث فيه دون رقابة تقيد حرية أفكارهم وانتقاداتهم وأحلامهم، وكذلك غيره من المواقع الاجتماعية التي صنعت ثقافة جديدة في النقد والحوار، وكسب الرأي العام، وتجييشه أيضًا.
ولكن أن تصل حالة النقد إلى حالة من الشتم والسب، بل التنمر الإلكتروني، ضد رجل من رجال الدولة، خدم الوطن في مجال التعليم، وقدم الكثير من الحلول التي كان بعضها قاسيًا على بيئة التعليم، وعلى رجالاته وحرسه القديم؛ مما جعله هدفًا للتهجم حتى قبل إعفائه من منصبه بوصفه وزير تعليم، والاستفادة من خبراته وأفكاره في منصب أكثر أهمية بتعيينه رئيسًا لمجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب.. فالدكتور أحمد العيسى كان حازمًا في قراراته، مانعًا الانفلات الوظيفي، حريصًا على الوقت، وعلى جودة مخرجات التعليم؛ فما إعادة مواد الإملاء والخط إلا نتيجة الملاحظة العامة بتردي مخرجات التعليم العام. وما قام به العيسى لا يمثله فحسب، وإنما هي سياسة تعليمية للدولة، سيكملها خلفه الدكتور حمد آل الشيخ، وهو بدوره سيكمل مشروعه الإصلاحي من موقعه الجديد في هيئة تقويم التعليم والتدريب.
هؤلاء الناقمون من المعلمين والمعلمات لا يرغبون في تطوير قدراتهم ومهاراتهم، والالتحاق ببرامج التدريب النوعية، ولا يريدون العمل أثناء إجازات الطلاب، ولا يملكون شغف العمل وحب البذل.. وهم نسبة ليست قليلة ممن يعملون في السلك التعليمي؛ لذلك جاء صوتهم وضجيجهم عاليًا، ولهم الحق في أن يبتهجوا، لكن ليس من حقهم السب والشتم في الوزير الذي شهدت وزارته في فترته أكبر حركة نقل خارجي للمعلمين والمعلمات تلبية لرغباتهم في العودة إلى مدنهم وعائلاتهم، توفيرًا لبيئة تعليمية جيدة لهم؛ كي يعملوا باطمئنان قرب عائلاتهم مما ينعكس على نفسياتهم؛ وبالتالي على أدائهم. ففي النهاية كان الوزير العيسى يبحث عن كفاءة الأداء لرفع مستوى مخرجات التعليم.
شكرًا د. أحمد العيسى، وننتظر مواصلة منجزك في هيئة تقويم التعليم والتدريب.