فهد بن جليد
هناك فائدة مُزدوجة -برأيي- من الخطوة، التي ستخلق بحسب التوقعات أكثر من 35 ألف فرصة عمل للشباب السعودي، وستُصحح وضع منافذ بيع التجزئة للمواد الغذائية، بتحجيم التستر التجاري مع الخروج المُتوقع للأجانب من هذه السوق، وهنا فرصة حقيقية في توجه الشباب إلى الاستثمار الخاص والتجارة المُربحة في البقالات وتملكها، ولو بنظام (بزنس العائلة) كأن يجتمع أبناء العم أو الأشقاء في إنشاء بقالة يديرها أحدهم أو بالتناوب فيما بينهم، وحتى ينجح مثل هذا المشروع الحيوي والهام يجب فرض توطين مندوبي المبيعات لشركات التغذية بالتزامن، لتكمل المنظومة والدائرة، ونحن نعلم بالدور الذي يلعبه مندوبو المبيعات الأجانب في دعم أبناء جلدتهم في المجالات التي يعلمون بها أكثر من السعوديين، من ناحية (البيع بالآجل) ومنح مدة أطول في (عمليات التحصيل)، وتزويدهم (بالعروض) المُربحة، وبرامج الدعم والتسهيلات من الشركات الكبرى التي يعملون بها.
إذاً نجد أنَّ التوطين الحقيقي هو سلسلة خطوات مُجتمعة تضمن نجاح الخطوة الرئيسة، لا سيما وأنَّك قد تواجه تحركات ضاغطة رافضة للخطوة أو تهدف لإفشالها وعدم نجاحها من العاملين أصلاً والمُتملكين الأجانب لهذا السوق، ولقد توصل بعض الاقتصاديين لحزمة خطوات ضرورية يجب اتخاذها مُجتمعة قبل التوطين، منها منع تعاملات البيع والشراء الكاش وإلزام أصحاب البقالات بحسابات بنكية، وضع جدول زمني لإغلاق البقالات الصغيرة وخروج الأجانب من تملكها حتى لا يتأثر السوق مع إحلال السعوديين، إنشاء صندوق تمويل لدعم البقالات، تكثيف الرقابة، إلى غير ذلك من الخطوات التي تسهم في إنجاح الخطوة رغم الامتعاض الذي سبقها من البعض بوجود فُرص وظيفية أهم ما زال يشغلاها غير السعوديين وهي أولى بالتوطين.
إن اختلفت أو اتفقت مع توطين البقالات عليك أن تكون مُتحمسا ومُشجعاً لأي خطوة تفتح المجال أمام أبناء الوطن لشغل الوظائف، فالنتيجة واحدة في نهاية المطاف، السعوديون عاجلاً أم آجلاً سيشغلون مُعظم الوظائف وفي كافة المجالات في بلدهم، فكل خطوة في أي اتجاه تُقربنا أكثر من هذا الهدف الجميل، وعلينا أن نحتفي بها ونُشجعها.
وعلى دروب الخير نلتقي.