د.ثريا العريض
عامٌ يمر ونحتمي أو نحتفي
غصباً يقايضنا وشومَ مرورِه
غصباً يحمّلنا سطورَه
*
ما الوقتُ؟
شمع ذائبٌ.. دمعٌ تقاطرُه يؤمِّلُنا
بتجسّد الأوهام في مقلٍ أسيرة.
*
الوقتُ؟
أسماءٌ ينادونا بها
قيد التلون بين عشي العين والقصص القصيرة
الوقتُ قائمة المواعيد التي
يأتي القطار بها وننساها
فيحفر حزنها طيف المحطات الأخيرة
*
لو أن هذا الوقت يحنو؛ يحتفي خفقاتنا
يمحو مذاق الوخز من آهاتنا
لو أن هذا الوقت يمنحنا تصاريحَ الوصولِ لنا
أيعيد للآسي تفاؤلَه؟
ويعيد للناسي ضميرَه
*
لو أن هذا الوقت يمهلنا لنهمله
ويهملنا لنمهله
فنقرأ في حقائقه حقائقنا
ونمسح من لوائحنا اختناقات التواريخ الأثيرة
ننسى تفاصيل التعطّشِ والتحرّقِ
والتشدّد والتشدق
والتكهّن والتشرنقِ
والترصّد والتمزّقِ
ننسى عذابات التعلّق والتصاريح الحسيرة
*
لو أنه يلغي برامجه
تفاصيلَ التهتّك والتشتّت والتفرّقِ
في الجهات الرافضات لكنهنا وحدائنا
ينسى الفصول العالقات ببعضها
الناقضاتِ لِبعضها
ترحالَنا صيفاً شتاءً.. نيرَ غربتنا العسيرة
*
الوقت يبدأنا؟
أو نحن نبدأه؟
أم نحتويه بلا حبٍ فينهينا؟
أم ليس إلا احتمالاتٍ تراودُنا وتشجينا؟
وليس إلا الأماني حين تسعدنا وتشقينا؟
وهمُ الملامحِ في مرايانا؟
تشوّقنا لأحلامٍ مثيرة؟
*
لو أنه يأتي صديقاً صادقاً
لا يجعل الغيمات صيفاً ساخراً
أو يصقل اللحظات سيفاً باتراً
و لا ينيخُ على جوارحِنا الركابَ تفاخراً وتكاثراً
حتى لَينسينا هشاشتنا, انكسارات الرقاب
أو يحتوي هوس الزمان بنفسه
وكأنه صمتٌ إذا يأتي انهماراً زاخراً
يلغي صدى استسقائنا مطر الوجود
ويمنع الدنيا بيادره الوفيرة
*
لو أنه يوماً يفي
هجس الطفولةِ.. لا يناقض نفْسَه
لا يفصل الهتّان عن غيم التشوّق
والشموع عن التوهّج
لا يغسل الألوان عن نقش الجوانح
في فراشات الربيع
لا يفصل الأحلام عن سمة التحقق
لا يحيل الروض قفرا.. كم
يفاجئنا تصحّرنا فنبكي
حين يضحك في ملاعبنا الشفلح معانقا نزف الوريد.
ما الوقت؟
معبرنا لعمرٍ ينقضي؟
مثل انصهار الحلم في وجع التفاصيل الصغيرة