نوف بنت عبدالله الحسين
أحياناً... وسط معمعة الحياة وضجيجها... نحتاج إلى فاصل يعيد لنا صفاءنا.... كمحطة للتوقف من كل شيء ... والغوص في هدوء مفقود داخل العمق... وكأنها لحظة العودة للجذور... أو إلى شيء آخر يشبه فطرتنا الأولى..
كأننا نبحث عن فلتر يصفي قلق الحياة والتزاماتها المرهقة...لنمضي لحظات داخل السكون... ونطلب من العالم حولنا أن يصمت للحظات... حتى نعيد للنفس إيقاعه المنتظم ونعود بصورة مشرقة ومحفزة...
كثيرون يؤجلون لحظات الصفاء... ظناً منهم أنه سيحين وقته بعد أن يكون قد تمكن من الانتهاء من كل شيء.... ولن ينتهي شيء أبداً.. بيد أن ديدن الحياة تخبرنا أن المسؤوليات تكبر وتزيد ... إلى أن تحين ساعة الصفر... وحينها قد فاتنا الكثير ...
في بعض الأحيان كسر الروتين لا يعيق الحياة... بل يجددها ويمطر عليها لحظات من نور... فيزيد الوهج ونعود أقوى وأجمل وأكثر صفاءً... وبالتالي نبني بداخلنا قوة الصفاء.. ذلك الصفاء الذي نحتاج أن نغذيه من حين لآخر...حتى نقوى على مواجهة الحياة.
ليتنا لا نظلم أنفسنا بتراكمات الحياة ... فنقسو على الحياة ونهضمها حقها... وننسى بأن هناك حياة صفاء نتجاهلها إلى أن نسيناها... وبالتالي نهضم حق الحياة وحق العيش فيها كما يجب...
ليتنا نعيد ذلك الصوت الخافت الذي نؤجله... ظناً منا أننا سنرتاح فيما بعد... ليتنا نعطي جسدنا وعقولنا وعواطفنا وحواسنا حقها في عدم استنزافها ضمن مسارات الحياة...
فلنحصل على فاصل ... لنعود به إلى صفائنا... ثم بعدها نواصل ... بكل قوة وصلابة وإبداع... نتابع فيها حياتنا .... بعد أن استزدنا واستنرنا ... وعدنا إلى جمالنا الحقيقي... إلى نقطة الصفاء المفقودة... في زحمة الحياة..