رقية سليمان الهويريني
في مناخ صحراوي يعيش سكانه ثلاثة أرباع العام طقسًا تغلب عليه الحرارة ويسيطر عليه الغبار؛ ننتظر بشوق الشتاء كل عام كي نستمتع بالأجواء الباردة ونتناول المشروبات الساخنة.
وليس البشر فحسب من يحب فصل الشتاء بل إن بعض الحيوانات تعشقه أيضًا وتعيش فيه بياتًا شتويًا، تحتمي في جحورها الدافئة وتتناول ما جمعته خلال الصيف، كما أن بعض النباتات تحمي بذورها داخل أغلفة صلبة لوقايتها من البرد وأجزاء من براعمها تكون مغلفة بالشمع لحفظها من الثلج.
والعجيب وجود حيوانات لا تستطيع العيش إلا بالجليد مثل الدب القطبي الذي أدرجته الولايات المتحدة ضمن لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض بعد الاحتباس الحراري الذي أدى لذوبان الجليد في القطب الشمالي، وبذلك حرمت الدببة أيضًا من سبات الشتاء.
وفيما ترتبط ليالي الشتاء بالحميمية الأسرية والتقارب الاجتماعي، حيث يحلو السمر وتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء. إلا أنها على جانب آخر يرافقها اضطراب في الحالة المزاجية لبعض الناس بما يُعرف بـ(اكتئاب الشتاء)، وقد ظهرت دراسة ميدانية في نيويورك بهذا الخصوص، فوجِد أن أكثر من ثلث البالغين و6% من السكان يُعانون اضطرابًا مزاجيًا أثناء الشتاء حيث تطول ساعات الليل ويرافقها الأرق.
ما يعكر علينا صفو الشتاء بجماله وأمطاره الغزيرة، هو كثرة الأمراض كالإنفلونزا والسعال والالتهابات الرئوية، فضلاً عما يتزامن معه من عواصف ترابية ورياح وغبار حين يشح المطر.
ولكي نستمتع بشتاء جميل لا تكدره الأمراض؛ ينبغي احترام خصوصيته، وذلك بالوقاية من التعرض للتيارات الهوائية وارتداء الملابس الدافئة وشرب السوائل الساخنة، والحذر من شبات حطب السمر والفحم داخل الأماكن المغلقة، والتخلص من وسائل التدفئة الحديثة بأنواعها لخطورتها وسلبيتها على الصحة لأنها تلتهم كل ذرات الأكسجين السابحة بالجو، فيضيق الصدر وتلتصق الرئتان ويصعب التنفس، ويكون الشتاء تعيسًا.