تقرير - محمد المرزوقي / عدسة - فواز الروقي:
أصبح «المهرجان الوطني للتراث والثقافة»، (الجنادرية)، في مكونيه التراثي، والثقافي، واحداً من أبرز مواسم الأصالة والتراث والفكر والثقافة، ما جعله المهرجان الوطني، الذي حقق حضوره العربي، بما تحقق له من رؤية عميقة، ورسالة عربية عالمية، طيلة أكثر من ثلاثة عقود، ما جعل من «الجنادرية»، موسماً عربياً حافلاً بالتفاعل والحضور والمشاركة في جانبيه التراثي عبر الجنادرية «المكان»، ومن خلال الجنادرية «المنبر»، الذي أصبح ملتقى المفكرين والإعلاميين الأدباء والمبدعين العرب، في ظل ما يتكئ عليه المهرجان، من نجاحات متواصلة، ودعم واهتمام قيادتنا الراشدة، ما جعل من المهرجان محل إشادة عربية وعالمية من الدول الصديقة والأخرى التي تحل «ضيف شرف» المهرجان في كل دورة، ما جعل من المهرجان علامة فارقة بين سائر المهرجانات العربية، تميزاً في مساريه التراثي والثقافي، شكلاً ومضموناً.
لهذا أصبح «منبر» الجنادرية موسماً فكرياً، ومنبراً مستديراً تلتقي عليه وحوله العقول العربية، لطرح أكثر القضايا معاصرة، وأهمها حضوراً في مشهدنا العربي، ما جعل من هذا الحدث السعودي العالمي، «منارة» تكريم لأبناء الوطن في مختلف مجالات المعرفة والفنون الإنسانية، إذ يعد مسار (الشخصيات المكرمة)، محل ترقب ومحطة طموح موسمية لأبناء المملكة كافة، وعلى المستويين الخليجي والعربي، لما يعكسه هذا التكريم بـ»وسام الملك عبدالعزيز» من الدرجة الأولى من قيمة معنوية، وأخرى مادية، تمثل أعلى درجات الاحتفاء، ومستويات التكريم، ففي هذا السياق، إذ يقول الدكتور محمد القطاطشة: «لا بد أن يكون لتكريم شخصيات في المهرجان، تأثير محفز على مجايليهم، إلا أن الأهم كيف يمكن لنا في البلدان العربية أن ننقل أثر هذا التكريم في مهرجاناتنا العربية، إلى أجيال الشباب، ما يجعلنا نعيد النظر في قصص الرواد، لننقل تجاربهم الناجحة والرائدة للأجيال الوطن العربي، يكونوا لهم قدوات».
كما أشاد صلاح المصري، من خلال حضوره للفعاليات الثقافية للجنادرية، وبما تحقق للمهرجان من نجاح، وبما استحقه المكرمون من احتفاء بمنجزاتهم في المهرجان، قائلاً: «عبر مهرجان الجنادرية أوجه رسالة إلى أهمية الدور الذي يتوجب على الإعلام العربي النهوض به، وعن تطلعات الشعوب العربية في شبابها العربي، الذي تؤكد عليه هذه المناسبة من خلال ندوة الشخصيات المكرمة، ما توجهه من رسالة تجاه الإعلام العربي، بأهمية صناعة (القدوة)، من علماء الأوطان العربية وروادها ومبدعيها، بعيداً عن استيراد النماذج الغريبة، التي تعد غريبة عن الجسم العربي»، ما يعكس الأهداف التي يسعى إليها المهرجان محلياً وخليجياً وعربياً، وعالمياً عبر بوابة ضيف شرف المهرجان في كل عام؛ الأمر الذي أكدته -أيضاً- النائب المصري غادة عجمي، التي أشادت بدعم المملكة للقضايا العربية والإسلامية، على مختلف المستويات العالمية، قائلة: «أقترح إنشاء قنوات عربية مشتركة، خاصة بين السعودية ومصر والإمارات، لتدعم مسيرة الدول العربية في مجالات المعرفة والتطوير والمنجزات، لتكون قادرة من خلال هذه الشراكة على تحقيق هذه الرسالة».
لقد أصبحت «الجنادرية»، بوصفها (المكان) التراثي، وبوصفها (المنبري) الثقافي، ملتقى المفكرين والمثقفين والخبراء العرب، لمناقشة قضاياهم «المحورية»، ما يجعل من «ثقافي» الجنادرية، ملتقى حوار العرب، ومنتداهم السنوي، ومؤتمرهم الحواري الذي يتدارسون فيه راهن عالمنا العربي، ويستشرفون من خلاله ملامح مستقبلنا في مختلف المجالات.