سعد بن عبدالقادر القويعي
في إعلان وزير التعليم السعودي؛ الدكتور أحمد العيسى، تدشين برنامج التفكير الناقد، والفلسفة، والذي سيتم دراسته فيما بعد كمادة دراسية مستقلة، وهي بعض المواد التي لم يكن من المسموح في السابق دراستها في المملكة، خطوة عملية نحو التفكير فى إطار ما يقدمه من علوم المستقبل في عصر المعلومات؛ لكي يصبح التعلم من أجل التفكير، وليس من أجل معلومات محدودة الفائدة، ومن ثم التعامل مع المتغيرات الحالية؛ لمواكبة هذا العصر الذي نعيش فيه؛ كون هذا النوع من التفكير، يعتمد بشكل رئيس على عملية التحقق من المسببات، والتأمل في الأحداث، وتحليلها بشكل منطقي.
من أهم الأهداف التي تسعى الأنظمة التربوية الحديثة إلى تحقيقها؛ نظراً لانعكاساتها الإيجابية على مستوى الأداء لدى المتعلمين، سواء في الوسط الأكاديمي، والمهني، أو في مجالات أخرى، إضافة إلى وضع رؤية جديدة صالحة؛ لنقل المجتمع، وعصره من حال يسودها الجمود، والتردي، إلى حال التقدم الفكري، والازدهار الحضاري بوجه عام، وذلك عبر الممارسات البناءة للحوار الفلسفي، والذي يعزز احتراماً أكبر للتنوع، وتعاطفاً أعمق مع تجارب الآخرين؛ الأمر الذي يؤكد أهمية الشمولية في الطرح، والتسلسل في الأحداث، والاعتماد على المعرفة المعمقة، والاستفادة من التجارب، والأحداث التاريخية ذات العلاقة، واستخدام أسلوب الحوار، والمناقشة من أجل الوصول إلى النتائج، ومثله استخدام أسلوب التحليل التفصيلي للظواهر، والأحداث من حول الإنسان؛ كونه يندرج ضمن قواعد التفكير المنظم، وإجرائيته، وما يتضمنه ذلك كله من أسس لنظرية المعرفة، والوصول به إلى تكوين قواعد عقلية منطقية، وتعريفه بأهمية التفكير الناقد.
برنامج «مهارات التفكير الناقد والفلسفة»، يشكل جزءًا من مادة «مهارات الحياة»، والتي سيتم دراستها في المنهج التعليمي السعودي.
وسيهدف إلى احترام وجهات النظر المختلفة، وتمكين الثقة، والاعتزاز بالنفس، وسيسمح بنقل الخبرات العلمية، وبناء المهارات الفكرية، وذلك عن طريق أربع ركائز أساسية، وهي: التفكير العاطفي، والتعاوني، والإبداعي، والنقدي؛ حيث ستطرح الأسئلة الاستقصائية، وصولاً إلى المعرفة التي يمكن تعليلها بوضوح، واتساق منطقي، كسمة عقلية ضرورية للإنسان.