سلمان بن محمد العُمري
لا أحد يستطيع أن ينكر هذا الجهد الكبير، ومبادرات الخير والبركة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال الأعمال والمساعدات الإنسانية والإغاثية، والدور الجليل لجهودها في مشارق الأرض ومغاربها في تقديم المساعدات المالية والعينية التي تبذل لتحقيق الأهداف النبيلة التي شملت كافة الأعمال الإنمائية والتنموية والإغاثية، ودعم المؤسسات الصحية والاجتماعية والغذائية سواء عن طريق الدعم المباشر للدول أو عن طريق الهيئات والمنظمات الدولية.
والمملكة العربية السعودية حينما تمد يدها لأشقائها العرب والمسلمين فإنها تنطلق من منطلقين أو لهما منطلق التعاون وتحقيق مبدأ الأخوة والتضامن، والمنطلق الآخر حتى يكون الدعم معززاً لهم في مسيرة التنمية والبناء ونواحي الحياة المختلفة، علماً بأن الدعم الذي تقدمه المملكة لم يقتصر على الدول العربية والإسلامية وإن كان لها الأولوية بل شمل العديد من دول العالم التي حلت بها الأزمات والنكبات والكوارث وكانت المملكة سباقة في الدعم والمساندة والانجاد والإغاثة، وقد غطت المملكة 70% من دول العالم بالمساعدات الإنسانية.
والمملكة العربية السعودية وطبقاً لإحصاءات الأمم المتحدة ضمن أكبر عشر دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم على الرغم من أن مداخيلها وميزانيتها ليست ضمن العشر الدول الأولى عالمياً، وبلادنا - ولله الحمد - من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية حيث قدمت مبالغ ضخمة تزيد على مئات المليارات من المساعدات الإنمائية شملت أكثر من 90 بلداً في العالم.
ولو أخذنا ما يقدم من مركز الملك سلمان الإغاثة فقط وعلى الرغم من حداثة قيامه (أقل من ثلاثة أعوام) لوجدنا ما ينفقه في عام يفوق ما قدمت مجموعة دول في عشرة أعوام وهي تقدم بلا من ولا أذى ولا قيود ولا أجندات.
وفي الحقيقة أن الكاتب في هذا المجال لا يستطيع تقييد أرقام إحصائية بعينها تسجل ما تم تقديمه لأن المساعدات متواصلة وتترى يوماً بعد يوم، ومن الملامح العامة للإحصائيات الدولية وليست المحلية أن المملكة سبق أن تبوأت المركز السادس عالمياً في الدعم والمنح وفقاً لتقرير الأمم المتحدة الإحصائي عام 2014، وفقاً للدراسات الدولية التي أجراها البنك الدولي أيضاً بين عام 1975 - 2016 أكد أن المساعدات السعودية تعادل 307% فقط من الناتج المحلي الإجمالي السنوي للمملكة علماً بأن الأمم المتحدة كانت تنشد الوصول لـ 0.7% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للدول من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية في العالم.
والمملكة كانت ولا تزال تضطلع بدور ريادي في هذا المجال، وكما ذكرت لا تقف عند حدود زمانية أو مكانية بل كانت شاملة عامة فالحضور السعودي عند الأزمات والمحن مشهود ومعروف من الأشقاء والأصدقاء وكافة أنحاء العالم، واستشعاراً من قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان أياً كان ليعيش حياة كريمة.
ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وما يقوم به من أعمال شاهد عيان على ما يقدم من مساعدات للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين في كل مكان في العالم وبآليات دقيقة وجودة عالية وطرق نقل متطورة وسريعة بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالمية، وهي مشاريع متنوعة بحسب المستحقين وظروفهم واحتياجاتهم التي يعيشون فيها أو التي يتعرضوا لها (الإغاثة، والعلاج، والتعليم، والايواء). إلخ من المشروعات.
والمشروعات التي تقدم تؤكد نهج المملكة المتميز ومواصلتها مد يد العون للمحتاجين في العالم، وتقديم المساعدات بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية مع الاحترافية التامة، وتأهيل كافة العاملين والمتطوعين للارتقاء بالعمل المقدم وبجودة عالية، وأن تكون المواد العينية والمساعدات ذات الجودة العالية مع موثوقية المصدر وتطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج.
أن ما سطرته آنفاً يخص الحديث عن جانب واحد من الدعم والمساندة في الأعمال الإنسانية والإغاثية، وهناك جوانب أخرى لم يتم التطرق إليها وهو بحر واسع فياض ألا وهو الوقفات الصادقة لبلادنا المباركة مع اشقائها ورفدها ودعمها في برامج التنمية والمساعدات اللا محدودة.